"جيرون" هو أحدث إصدار إعلامي يصدر عن أوساط المعارضين السوريين، بمشاركة مجموعة من الصحافيين الموزعين ما بين الداخل السوري، والشتات الممتد من الخليج إلى أوروبا.
و"جيرون"، جريدة إلكترونية تصدر عن مركز حرمون، الذي يتولى إدارته الكاتب السوري المعروف، حازم نهار، وذلك في إطار سياسة المركز لتنويع إصداراته ما بين بحثية وإعلامية، باتجاه إعلام جاد ورصين، في زحمة الإعلام التعبوي والتجييشي الذي تعيشه الساحة السورية على ضفتي الصراع ما بين النظام والمعارضة، كما يقول رئيس تحرير الشبكة، باسل العودات.
ويضيف العودات، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن الإعلام تحت الحكم الديكتاتوري الشمولي لنظام الأسد، الأب والابن، كان يتعامل مع الدولة كلها كمزرعة خاصة، ويسخر وسائل الإعلام لخدمة سلطته وترسيخها. و"بعد انطلاق الثورة السورية شهدنا تجارب كثيرة لما سمي بـ (الإعلام البديل) والذي وإن كانت له جوانب إيجابية عدة، لكن شابت عملَه كثيرٌ من الهفوات القاتلة، مع افتقاره إلى السياسات الواضحة، والمعايير المهنية، وهو ما أساء في بعض الأحيان لهذه الثورة، حيث هيمنت عليه العقلية ذاتها تقريبا التي حكمت إعلام النظام، وهو ما ينطبق أيضا بدرجة كبيرة على المعارضة السياسية بشكل عام، لجهة إقصاء الرأي الآخر، والديماغوجية واعتماده على الإشاعات والمبالغات، التي لا تحتاجها الثورة، وذلك بسبب اعتماده في الغالب على هواة من ناشطين وإغاثيين لم يلتزموا بقواعد الإعلام وأسسه وأصول إدارة العملية الإعلامية".
ويرى العودات، الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً له، أن الإضافة التي ستقدمها "جيرون" لما هو موجود في الساحة الإعلامية السورية هو بلورة "سياسة إعلامية واضحة ليس فيها مبالغات وافتراضات، تحترم وجهات نظر كل من يؤمن بحق الشعوب في اختيار نظامها السياسي الديمقراطي".
وأكد على رفض " امتهان ضحايا العنف وإيذاء القارئ بالصور القاسية، والتركيز على تنمية الإدراك السياسي والفقهي وحماية الهوية الثقافية وتعزيز حقوق الإنسان".
ويشدد العودات على استقلالية الصحيفة مالياً وتحريريا، "ما يجعلها بعيدة عن الارتهان لأية قوى سياسية أو عسكرية في الساحة السورية"، لافتا إلى أن المعيار الأساسي لتقييم أية مادة صحافية هو أهميتها وقيمتها الفعلية وجدتها وأصالتها.
وحول مدى الاعتماد على الناشطين الإعلاميين في الداخل في ضوء الملاحظات، التي أبداها على دورهم في الفترة الماضية، قال العودات إن واحدة من مشكلات الثورة السورية هي عدم الاختصاص، سواء في الإعلام أم العسكرة والسياسة.
و"إذا كان الناشط قد لعب دوراً مركزيًا في الثورة السورية التي عرفت بأنها ثورة يوتيوب، بينما كانت الثورة المصرية ثورة (فيسبوك)، إلا أن دوره يجب أن ينحصر في نقل المعلومة، والصور والفيديوهات من الواقع والتي ترصد مشاهد الدمار والموت والحياة، بينما يتولى فريق في إدارة الجريدة إعادة تحرير هذه المواد الخام وتشذيبها، بحيث يتم تنقيتها من المبالغات والتحريض، أو استنباط نقاط هامة منها لم ينتبه إليها الناشط، بغية تركيز مزيد من الضوء عليها".
وأشار إلى أن الشبكة تعتمد، إضافة إلى طاقمها الداخلي، على مكاتب صحافية في عدد من المدن، مثل غازي عنتاب التركية القريبة من الحدود السورية، والدوحة، وسوف تفتتح مكتباً قريباً في ألمانيا، فضلا عن شبكة مراسلين في سورية، يقدمون المواد الإعلامية الخام، لتتم إعادة إنتاجها وفق المعايير المهنية السليمة.
وحول قدرة الشبكة على ترجمة سعيها إلى التميز، وتشكيل هويتها وشخصيتها الخاصة في زحمة "الإعلام الثوري" السوري، قال العودات إنه فضلا عن التمسك بخطنا التحريري الآنف، فقد وضعنا في مركز حرمون قاموساً من 40 صفحة يحتوي كل القواعد والمصطلحات الإعلامية التي تشكل دليل عملٍ لكل العاملين في الشبكة من ناحية الخط التحريري، والمصطلحات المستخدمة مثل استخدام قتيل أو شهيد ، الثورة أو الأزمة .. إلخ لافتًا إلى وجود اثنين من المدققين اللغويين في الشبكة لمراقبة سلامة اللغة العربية.
وقال إن شبكة جيرون الإعلامية، التي بدأت عملها في 29 تموز/ يوليو، يشارك فيها أكثر من 60 مثقفاً وكاتباً صحافياً وإعلامياً وفناناً سورياً، إلى جانب عدد من الكتاب العرب من فلسطين ولبنان والأردن، وهي تعنى بالشأن السوري بشكل خاص، والعربي بشكل عام، تلتزم الجدّية والصدقية، والدقة، وتحرص على المهنية، واحترام أخلاق ومعايير العمل الصحافي المعروفة.
وتضم الصحيفة أقسامًا تحريرية ثابتة تشمل: السياسة، الرأي، الاقتصاد، التحقيقات، الثقافة والفن، العرب والعالم، المرأة، المنوعات، الترجمات، الدراسات، افتتاحيات، الكاريكاتير، الفيديو، الصور.
اقــرأ أيضاً
و"جيرون"، جريدة إلكترونية تصدر عن مركز حرمون، الذي يتولى إدارته الكاتب السوري المعروف، حازم نهار، وذلك في إطار سياسة المركز لتنويع إصداراته ما بين بحثية وإعلامية، باتجاه إعلام جاد ورصين، في زحمة الإعلام التعبوي والتجييشي الذي تعيشه الساحة السورية على ضفتي الصراع ما بين النظام والمعارضة، كما يقول رئيس تحرير الشبكة، باسل العودات.
ويضيف العودات، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن الإعلام تحت الحكم الديكتاتوري الشمولي لنظام الأسد، الأب والابن، كان يتعامل مع الدولة كلها كمزرعة خاصة، ويسخر وسائل الإعلام لخدمة سلطته وترسيخها. و"بعد انطلاق الثورة السورية شهدنا تجارب كثيرة لما سمي بـ (الإعلام البديل) والذي وإن كانت له جوانب إيجابية عدة، لكن شابت عملَه كثيرٌ من الهفوات القاتلة، مع افتقاره إلى السياسات الواضحة، والمعايير المهنية، وهو ما أساء في بعض الأحيان لهذه الثورة، حيث هيمنت عليه العقلية ذاتها تقريبا التي حكمت إعلام النظام، وهو ما ينطبق أيضا بدرجة كبيرة على المعارضة السياسية بشكل عام، لجهة إقصاء الرأي الآخر، والديماغوجية واعتماده على الإشاعات والمبالغات، التي لا تحتاجها الثورة، وذلك بسبب اعتماده في الغالب على هواة من ناشطين وإغاثيين لم يلتزموا بقواعد الإعلام وأسسه وأصول إدارة العملية الإعلامية".
ويرى العودات، الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقراً له، أن الإضافة التي ستقدمها "جيرون" لما هو موجود في الساحة الإعلامية السورية هو بلورة "سياسة إعلامية واضحة ليس فيها مبالغات وافتراضات، تحترم وجهات نظر كل من يؤمن بحق الشعوب في اختيار نظامها السياسي الديمقراطي".
وأكد على رفض " امتهان ضحايا العنف وإيذاء القارئ بالصور القاسية، والتركيز على تنمية الإدراك السياسي والفقهي وحماية الهوية الثقافية وتعزيز حقوق الإنسان".
ويشدد العودات على استقلالية الصحيفة مالياً وتحريريا، "ما يجعلها بعيدة عن الارتهان لأية قوى سياسية أو عسكرية في الساحة السورية"، لافتا إلى أن المعيار الأساسي لتقييم أية مادة صحافية هو أهميتها وقيمتها الفعلية وجدتها وأصالتها.
وحول مدى الاعتماد على الناشطين الإعلاميين في الداخل في ضوء الملاحظات، التي أبداها على دورهم في الفترة الماضية، قال العودات إن واحدة من مشكلات الثورة السورية هي عدم الاختصاص، سواء في الإعلام أم العسكرة والسياسة.
و"إذا كان الناشط قد لعب دوراً مركزيًا في الثورة السورية التي عرفت بأنها ثورة يوتيوب، بينما كانت الثورة المصرية ثورة (فيسبوك)، إلا أن دوره يجب أن ينحصر في نقل المعلومة، والصور والفيديوهات من الواقع والتي ترصد مشاهد الدمار والموت والحياة، بينما يتولى فريق في إدارة الجريدة إعادة تحرير هذه المواد الخام وتشذيبها، بحيث يتم تنقيتها من المبالغات والتحريض، أو استنباط نقاط هامة منها لم ينتبه إليها الناشط، بغية تركيز مزيد من الضوء عليها".
وأشار إلى أن الشبكة تعتمد، إضافة إلى طاقمها الداخلي، على مكاتب صحافية في عدد من المدن، مثل غازي عنتاب التركية القريبة من الحدود السورية، والدوحة، وسوف تفتتح مكتباً قريباً في ألمانيا، فضلا عن شبكة مراسلين في سورية، يقدمون المواد الإعلامية الخام، لتتم إعادة إنتاجها وفق المعايير المهنية السليمة.
وحول قدرة الشبكة على ترجمة سعيها إلى التميز، وتشكيل هويتها وشخصيتها الخاصة في زحمة "الإعلام الثوري" السوري، قال العودات إنه فضلا عن التمسك بخطنا التحريري الآنف، فقد وضعنا في مركز حرمون قاموساً من 40 صفحة يحتوي كل القواعد والمصطلحات الإعلامية التي تشكل دليل عملٍ لكل العاملين في الشبكة من ناحية الخط التحريري، والمصطلحات المستخدمة مثل استخدام قتيل أو شهيد ، الثورة أو الأزمة .. إلخ لافتًا إلى وجود اثنين من المدققين اللغويين في الشبكة لمراقبة سلامة اللغة العربية.
وقال إن شبكة جيرون الإعلامية، التي بدأت عملها في 29 تموز/ يوليو، يشارك فيها أكثر من 60 مثقفاً وكاتباً صحافياً وإعلامياً وفناناً سورياً، إلى جانب عدد من الكتاب العرب من فلسطين ولبنان والأردن، وهي تعنى بالشأن السوري بشكل خاص، والعربي بشكل عام، تلتزم الجدّية والصدقية، والدقة، وتحرص على المهنية، واحترام أخلاق ومعايير العمل الصحافي المعروفة.
وتضم الصحيفة أقسامًا تحريرية ثابتة تشمل: السياسة، الرأي، الاقتصاد، التحقيقات، الثقافة والفن، العرب والعالم، المرأة، المنوعات، الترجمات، الدراسات، افتتاحيات، الكاريكاتير، الفيديو، الصور.