"جنيف 2": جلستان محفوفتان بالفشل وتبادل الاتهامات

14 فبراير 2014
متظاهر في حي الكلاسة الحلبي..
+ الخط -

جلستان منفصلتان عقدهما المبعوث الدولي، الأخضر الإبراهيمي، اليوم، مع وفدي النظام والمعارضة، بعد لقاء جمعه، أمس، مع نائبي وزيري الخارجيّة الأمريكي، ويندي شيرمان، والروسي غينادي غاتينوف، من دون أن يُسفر عن تحقيق انفراج في مفاوضات "جنيف2". وتبادل الوفدان السوريان، اليوم، الاتهامات في شأن إفشال المحادثات، في وقت أعلنت مصادر في وفد "الائتلاف" اعتزام الإبراهيمي الدعوة إلى جولة تفاوض ثالثة، على وقع تصريحات وزير الخارجيّة الأمريكي، جون كيري، التي أشار فيها إلى طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بحث "خيارات جديدة" حيال سوريا.

ووصف المتحدث باسم "الائتلاف الوطني"، لؤي صافي، المفاوضات مع وفد النظام في مؤتمر جنيف2 بالـ "متعثرة"، مجدداً مطالبة "الائتلاف" المجتمع الدولي بالضغط على دمشق للتوصل إلى حل سياسي. ودعا صافي وفد النظام إلى المضي قدماً في الحل السياسي بشكل جدي، والابتعاد عن الحل العسكري في حال أراد السلام لسوريا. وأضاف أنّ "مفاوضات جنيف بين الوفدين تتعثر، ووصلت إلى نقطة لا يمكن تخطيها إلا إذا تم تبديل أعضاء وفد النظام المفاوض". وأشار إلى أنّ "وفد النظام لا يقدّم أي مقترح إيجابي بشأن الحل السياسي... وإيقاف العنف يتطلب سلطة جديدة تحترم السوريين".

وقال مصدر في "الائتلاف"، اليوم، إنّ ما سيجري الأسبوع المقبل من اتصالات في العواصم الغربية ومجلس الأمن "سيكون أهم مما يجري في جنيف". وأضاف المصدر أنّ الإبراهيمي يعتزم عقد جولة ثالثة من المحادثات لم يحدد موعدها.

في المقابل، اتهم نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، وفد "الائتلاف" بالتعامل الانتقائي مع بيان "جنيف1". وقال المقداد إن "الطرف الآخر جاء بأجندة مختلفة وغير واقعية وهي ذات بند واحد". وأضاف أن "ما يجب أن نناقشه هو موضوع الإرهاب، وبعد ذلك ننتقل إلى شيء آخر، وهذه هي وصية الشعب السوري لنا". وأعرب نائب الوزير، عن استعداد الوفد للاتفاق بشأن حكومة انتقالية بعد الانتهاء من موضوع الإرهاب.

وكان الوسيط الدولي قد تلقى، الخميس، وعوداً أمريكية وروسية بالمساعدة على إخراج المحادثات من الطريق المسدود، وذلك إثر لقاء جمعه بنائب غاتيلوف، وشيرمان.

ويكمن الخلاف الأساس، القائم منذ بداية الجولة الأولى، في أولويات جدول الأعمال، إذ تطالب المعارضة بالتركيز على مسألة "هيئة الحكم الانتقالي" التي تكون لها الصلاحيات التنفيذية الكاملة وتعمل على قيادة البلاد نحو الاستقرار والديمقراطية، في حين يتمسك النظام بمطلب التوصل إلى توافق على "مكافحة الارهاب"، الذي يتهم به كتائب المعارضة المسلحة.

وفي سياق المواقف الدوليّة المواكبة للمفاوضات، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغى لافروف، المعارضة السورية وداعميها، اليوم الجمعة، بالسعي إلى "تغيير النظام"، معتبراً أنّ تشكيل هيئة حكم انتقالي يجب ألا يكون الهدف الوحيد للمحادثات في جنيف. بدوره، أشار كيري، إلى أن الرئيس باراك أوباما طلب خيارات سياسية جديدة محتملة في سوريا، نظراً لتدهور الوضع الانساني هناك. وأضاف كيري "طلب منا جميعاً أن نفكر في خيارات عدة قد توجد وقد لا توجد... وحين تتضح هذه الخيارات وحين يطلبها الرئيس، ستجري مناقشات حولها".

المساهمون