تفتح دور السينما التونسية اليوم الأربعاء قاعاتها للجمهور لحضور فيلم "جسد غريب" للمخرجة التونسية رجاء عماري، والذي يعالج قضية الهجرة غير الشرعية في تونس.
يتناول الفيلم قصة سامية التي هاجرت عبر قارب وصولاً إلى فرنسا، والتي يسكنها هاجس أن يلاحقها شقيقها المتشدد، خفيةً. تلجأ بطلة الفيلم في البداية لتجد لها مأوىً عند عماد ــ أحد معارفها السابقين في القرية ــ وتلجأ بعد ذلك إلى العمل في منزل ليلي.
أقامت أسرة الفيلم أمس الثلاثاء عرضاً خاصاً للصحافيين شاركت فيه بطلات الفيلم إلى جانب المخرجة والمنتجة. تقول سارة حناشي بطلة الفيلم لـ"العربي الجديد"، إن دور سامية، الذي قامت به، يُعدّ من الأدوار المميزة التي قامت بها، باعتبار أن تجربة الهجرة هي من التجارب التي ترد في خاطر كثير من التونسيين، وهو ما جعلها تدخل في تفاصيل الشخصية إلى حدّ كبير. وتضيف حناشي أن الغوص في تفاصيل النفسية يعد أمراً مجهداً خصوصاً أن بطلة الفيلم حاولت طوال الوقت الهروب من فكرة الماضي الذي يلاحقها بالإضافة إلى وجود أخيها المسجون بتهمة الإرهاب.
من جهتها، تقول رجاء عماري، مخرجة وكاتبة الفيلم، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إنها حاولت أن تربط الشخصيات الثلاث وكأنهم مرآة لبعضهم البعض، بالإضافة للصراع النفسي المتداخل بينهم بعد قيامهم بالهجرة في أزمنة مختلفة. وتضيف أنها اهتمت بالكتابة عن هذه القضية لأنها هي أيضاً مهاجرة.
وتعرب المخرجة عماري أنها لم تتخوف من فكرة تقبّل الفيلم من عدمه، على اعتبار أن ما تقوم به هو واجب، لكنها في النهاية تنظر للفيلم على أنه عمل فني يقدم الصورة والموسيقى والنص الذي تؤمن به.
من جهتها، تكشف درة بوشوشة عن سعادتها لطرح الفيلم في دور العرض ليشاهده الجمهور التونسي، مؤكدة على إيمانها بأهمية وجود أفلام تناقش الصراع النفسي الذي يواجهه المهاجر غير الشرعي بعد قيامه بهذه الهجرة، وتضيف أن إيمانها بالمخرجة هو ما شجعها على تبني هذا الفيلم.