وعلى الرغم من التشديد الأمني بمختلف المحافظات، والقبض العشوائي على أعداد كبيرة من المواطنين، خرج المئات من المعارضين للسلطة العسكرية، ليل اليوم الجمعة، في مركز أطسا بمحافظة الفيوم، ومركز الوسطى بمحافظة بني سويف، ومركز دمنهور بمحافظة البحيرة، ومناطق القطا والعمرانية وكرداسة بمحافظة الجيزة.
وحاول عشرات الناشطين اقتحام ميدان التحرير، وسط القاهرة، إلا أن قوات الشرطة منعتهم، وألقت القبض على عدد منهم، ليتخطى عدد المعتقلين بتظاهرات اليوم نحو ثلاثمائة متظاهر، بعد استخدام الأمن للقوة المفرطة في تفريق تظاهرات شعبية غاضبة شارك فيها الآلاف بعدد من المحافظات.
وفرقت القوات الأمنية، أيضاً، تظاهرة ليلية في مركز سمالوط بمحافظة المنيا، مستخدمة قنابل الغاز المُسيل للدموع، وطلقات الخرطوش في مواجهة عشرات المتظاهرين، ما دفعهم إلى محاولة قطع طريق (القاهرة - أسوان) الزراعي، من خلال إشعال النيران في إطارات السيارات.
ونظّم أهالي مدينة السنطة في محافظة الغربية، سلسلة بشرية، ليلاً، طالبت بالإفراج عن المعتقلين، والتوقف عن القبض العشوائي، والإخفاء القسري للمعارضين من جانب النظام.
وعادت هتافات ثورة الخامس والعشرين من يناير مجدداً إلى ميادين مصر، بعد هتاف المتظاهرين بمختلف المحافظات "يسقط يسقط حكم العسكر"، و"علي وعلي كمان الصوت.. اللي بيهتف مش هايموت"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، "يا حرية فينك فينك، حكم العسكر بينا وبينك".
وحمل المتظاهرون صور السيسي وقد كُتب عليها "بطل العالم في رفع الأسعار"، ولافتات أخرى حملت عبارات مثل "ارحل يا بلحة"، و"السيسي خربها"، و"انزل وطهر مصر"، و"غلو السكر، غلو الزيت، حكم العسكر خرب البيت".
كذلك ردد المتظاهرون هتافات حماسية من بينها: "يالي بتسأل إيه الحل، الخاين لازم يرحل"، و"ثورة أحرار ضد الأسعار، ثورة حرية ضد الحرامية"، و"بسم الله الملك الحق، جينا نقول للظالم لاء"، و"قولي ياباشا، وقولي يابيه، الأسعار بتولع ليه، الأسعار بتولع نار، البنزين ويا السولار".
وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية، المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، قد دعا إلى أسبوع احتجاجي جديد تحت عنوان "السيسي يحرق مصر"، إحياءً لذكرى مرور ألف يوم على مذبحة فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر بالقوة، والذي صادف الأربعاء الماضي.
ودعت الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية (تجمع لمعارضين بالخارج)، إلى التظاهر السلمي في مواجهة السلطة، وحملة توقيع شاركت فيها شخصيات بارزة مثل أيمن نور، وحاتم عزام، وسيف عبدالفتاح، وعبدالرحمن يوسف، وطارق الزمر، ومحمد محسوب.
وطالبت الهيئة القوات المسلحة بحماية الشعب وعدم الوقوف أمام أي حراك شعبي، وأداء وظيفتها المنحصرة في تأمين المتظاهرين، وحماية المباني والمؤسسات، وعدم التورط في أي مخططات للإضرار بالشعب المضري، أو تشويه حراكه السلمي.
وانتشرت قوات الجيش والشرطة بكثافة في الميادين والشوارع الرئيسة بالمحافظات كافة، وطوقت مداخل القاهرة، والجيزة، والقليوبية، بعد نشر الأكمنة الأمنية الثابتة والمتحركة، بهدف اعتقال أي معارضين.