"تفحيط" السيارات... ممارسات خطرة تستهوي الشباب العراقي

22 يناير 2018
مطالب باعتماد أماكن خاصة لممارسة سباقات التفحيط(فيسبوك)
+ الخط -
بدأت رياضة "تفحيط" السيارات، أو التي تعرف أيضا مسميات عامية أخرى مثل (التقحيص أو التشحيط أو التفحيص)، تنتشر في الأوساط الشبابية في العراق وخاصة في العاصمة بغداد بشكل واضح في الآونة الأخيرة، بما يثير مخاوف وقلق ذويهم وإزعاج السكان بسبب ضجيج المحركات المرتفع، وسحب الدخان المتصاعدة نتيجة احتكاك إطارات السيارات بإسفلت الشارع.

وتطورت هذه الممارسات إلى تنظيم سباقات لعشرات الشبان في العاصمة بغداد بأرقام خاصة تميز كل متسابق عن الآخر، فيما يشتد حماس الجمهور الشبابي المتجمع لمشاهدة التفحيط رغم المخاطر المحدقة به.

حيدر المرسومي، أحد هواة هذه الممارسة الخطرة والمزعجة، يقول لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الرياضة تلقى رواجاً بين الشبان الميسورين على الأغلب بسياراتهم الفارهة، ونقوم بعمل مسابقات التفحيط في ساحة ممهدة بالإسفلت ومؤجرة لتنظيم المسابقات، لعدم وجود أماكن خاصة لمثل هذه الرياضة، كما أن ملاحقة شرطة المرور المستمرة لنا تعقد الأمر كثيراً".

وعن تاريخ هذه الممارسة في العراق، يقول المرسومي: "بدأت رياضة التفحيط تنتشر في العراق منذ عام 2012، أي قبل 6 سنوات تقريباً، لكنها في البداية كانت مقتصرة على بعض الشبان، أما اليوم فهناك أكثر من خمسة فرق للتفحيط تضم عشرات الشبان، وأصبح لدينا جمهور متابع يتجمع في مواعيد التفحيط".

ويعتقد هؤلاء الشبان المغامرون أنهم يمارسون حقهم الطبيعي في الترفيه عن أنفسهم، لذلك فهم يشتكون دائما من شرطة المرور وملاحقتها المستمرة لهم. وبحسب مرضي وحيد، أحد المغامرين في التفحيط، فإن أكثر ما يواجهه من مشاكل هو ملاحقة شرطة المرور وعدم وجود ساحات مخصصة لهذا النوع من الرياضة، لذلك فهم يقومون باستئجار ساحات خاصة لممارسة ما يعتبرونه رياضتهم المفضلة.



لكن شرطة المرور تقول إن هذه الرياضة خطيرة على حياة هؤلاء المغامرين الشباب أو الجمهور المؤلف من شبان آخرين متجمعين لمشاهدة هذه الرياضة، فضلاً عما تسببه من إزعاج.

نقيب المرور فاضل العبيدي، أوضح أن "هذه الرياضة دخلت العراق في السنوات الأخيرة وبدأت تنتشر بين الشبان وشكلوا فرقاً وأصبحوا ينظمون لها مسابقات، لكنهم لا يدركون مخاطرها عليهم وعلى جمهورهم المتجمع لمشاهدتهم".
سحب دخان ترافق هذا النوع من المسابقات (فيسبوك) 


وأضاف العبيدي لـ"العربي الجديد"، أن "هناك ضررا آخر من هذه الرياضة وهو الضجيج المرتفع جداً لمحركات السيارات المشاركة بالتفحيط وسحب الدخان التي ترافق هذا النوع من المسابقات، ما يسبب إزعاجا للمواطنين بشكل عام".

ويقوم هؤلاء المغامرون الشبان بالتعاون في ما بينهم لاستئجار الساحة المخصصة للتفحيط وإعداد السيارات والأرقام الخاصة بالمتسابقين، وتصليح الأعطال التي تطرأ على السيارات خلال التفحيط. وذلك كما يقول المفحط فيصل محمود (29 عاماً)، موضحا "لدينا عدة فرق لهذه الرياضة الآن تضم أكثر من 65 مفحطاً، لكن لا يوجد أي دعم حكومي على الأقل بتوفير ساحة للتفحيط، لذلك نحن نتعاون لاستئجار الساحة وتصليح سياراتنا خلال المسابقة".

يشتكون من ملاحقة شرطة المرور لهم (فيسبوك) 


ويتابع محمود "نحن نطور عملنا باستمرار، فقد أصبحت لدينا فرق رياضية متكاملة وفرق أخرى متخصصة بإصلاح الأعطال العاجلة خلال مسابقات التفحيط، لأنها رياضة تستهلك قطع غيار وخاصة الإطارات، لكن مشكلتنا الأساسية هي ملاحقة شرطة المرور لنا باستمرار".

هؤلاء المغامرون الشبان يقولون إنهم يهربون من الواقع العراقي المتردي، محاولين إيجاد فرصة للترويح عن أنفسهم ببعض الرياضات الجديدة التي دخلت البلاد في السنوات الأخيرة كرياضة التفحيط وسباقات الدراجات النارية وغيرها، لكن عدم وجود مضامير خاصة بالسباقات أو ساحات لهذا النوع من الرياضات يدفعهم لاستئجار ساحات عامة لممارسة رياضتهم المفضلة رغم مخاطرها. 
يحاولون الترويح عن أنفسهم بهذه المسابقات (فيسبوك)


وتضم هذه الفرق الشبابية كذلك متخصصين بمواقع التواصل الاجتماعي مهمتهم إعلان مواعيد مسابقات التفحيط وأماكنها لمتابعيهم، والتي غالباً ما تؤجل بسبب ملاحقة شرطة المرور أو بسبب الصيانة.

وتعاني البنية التحتية المخصصة للنشاطات الرياضية في العراق من تدهور كبير منذ عام 2003 لعدم قيام الحكومة العراقية بتطويرها من جانب، وإهمال الرياضات الحديثة التي دخلت البلاد من جانب آخر، كما يقول الرياضيون أنفسهم.