يميل الفنان المصري حلمي التوني (السويف 1934) إلى الفن الشعبي، حيث يجد فيه التراث القبطي والإسلامي والفرعوني والأفريقي والعربي، فتأتي أعماله بخطوط بسيطة واحتفاء باللون دون تكلف أو تعقيد.
لا تعني البساطة في أعمال التوني أننا أمام لوحة سهلة في الرسم؛ فقد تمرست يد الفنان على ما يبدو أنها بساطة من خلال عمله لعقود طويلة في تصميم العرائس وملصقات الكتب والمجلات وبوسترات المسرحيات والأفلام ورسم الكاريكاتير والغرافيك إلى جانب الفوتوغرافيا.
في معرضه "تذكر" الذي ينطلق في "غاليري موشن" في القاهرة مساء بعد غد الأحد ويتواصل حتى نهاية الشهر المقبل، يقدم التوني المزيد من لوحاته التي تجسد المرأة. وإن كان الفنان قد قدم الكثير من التجسيدات للمرأة المصرية بملابسها الشعبية وتراثها النسائي الكبير، إلا أنه يحاول هذه المرة أن يميل أكثر إلى التجريد.
تعكس لوحات المعرض مناخات استقّر عليها الفنان منذ زمن؛ استعادة الماضي في أيقونات تعتمد بساطة التكوين حيث المرأة مركزها دائماً.
وعلى العكس من إبراز أزيائها وإكسسواراتها من أساور وخلاخيل وأقراط محاطة بالحياة الشعبية المصرية، فإنه في هذه المرة يميل إلى تجسيد المرأة عارية بلا تفاصيل، لا في عريها نفسه ولا في المحيط من حولها.
أحيانا يماهي التوني بينها وبين المقعد الذي تجلس عليه أو النافذة التي تقترب منها أو الغرفة التي تتحرك فيها، أو الفضاء الذي تعيش فيه لحظة من الحياة اليومية.