يقترب عدد المعارض الجهوية في المغرب من العشرين معرضاً، يفترض أنها تغطي جهات البلاد الشاسعة وتنوعها الثقافي وأن تراعي بُعد معظم المدن فيها عن المركز الثقافي الذي يتمثل في بضعة مراكز رئيسية مثل الدار البيضاء وطنجة والرباط، على الرغم من كثرة الحواضر المغربية.
من هنا تأتي أهمية هذه المعارض في كونها تفتح هذا الهامش الثقافي على المركز، وتربط القارئ المغربي أياً كان بعده عن أماكن توزيع الكتب، دون أن ينفي ذلك ضرورة مراجعة هذه التظاهرات الجهوية سنوياً ومحاولة تطويرها وجعلها أكثر حيوية.
صباح الخميس، تنطلق الدورة الحادية عشرة من "المعرض الجهوي للكتاب والقراءة في تارودانت"، وتتواصل حتى 27 من الشهر الجاري، حيث تقام أجنحة الكتب وسط المدينة، تحت شعار "تارودانت، حاضرة العلم والثقافة".
تفتتح فعاليات المعرض بمحاضرة تحت عنوان " القراءة: الأفق والتحدي" يلقيها الأكاديمي ورئيس "جامعة ابن زهر" عمر حلي. ومن المعتاد في المعارض الجهوية بالعموم أن تتضمن مشاريع ومقترحات لمشاريع القراءة، وتناولاً لكيفيات تطبيقها، دون أن يجري تقييم لمدى فعالية هذه المبادرات في إعادة الكتاب إلى حضن القارئ.
يتضمن برنامج المعرض؛ محاضرة "معالم الدرس النقدي للعقل الأخلاقي العربي عند الجابري" يشارك فيها الأكاديميان عبد العزيز البطيوي ومحمد السملالي، وندوة "تأملات في أزمة المشروع الفكر العربي" ويتحدث فيها الباحثان حسن أوريد وبلال التليدي وعزالدين بونيت.
وتحت عنوان "العمل الإسلامي بدائل وخيارات" يحاضر الباحثان محمد حمداوي وسعيدة بوعسيلة، كما تنظم التظاهرة ندوة تتطرق إلى "المخطوط المغربي" يشارك فيها الباحث أحمد السعيدي بورقة حول "المخطوطات المفقودة في المغرب والأندلس"، والباحث الحبيب الدرقاوي الذي يتناول "خصائص المخطوط المغربي". وحول "إشكالية الثقافة والمجتمع المدني: أية علاقة؟" يحاضر كل من الباحثين حسن الطالب وسعيد الهياق وأمينة المناني والمختار النواري.
كما تقام ندوة حولة مبادرة "الرواية المسافرة" التي اقترحها العام الماضي قارئ على صفحته في فيسبوك، لتجد رواجاً وقبولاً، وسعى من خلالها إلى تبادل الروايات مع القراء بين المدن عبر إرسالها بالبريد، وبالفعل تم تبادل مئات الروايات وتجاوز الأمر المغرب إلى إسبانيا، وتعتبر هذه المبادرة دليلاً على أن مشاريع تشجيع القراءة قد تنجح حتى لو كان من يقوم بها فرد وليس مؤسسات؛ شرط أن لا تنقصها الجدة والمغامرة وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي.
ومن أبرز الكتب التي يجري توقيعها كتاب "نور المآقي في اختصار شرح ألفية العراقي" لجعفر أبو القاسم، و"القريب والبعيد.. قرن من الأنثروبولوجيا في المغرب" لحسن رشيق ومن ترجمة حسن الطالب.
يضم البرنامج قراءات شعرية، وعرضاً لفيلمين وثائقيين؛ الأول بعنوان "عسر القراءة" والثاني حول تاريخ مدينة تارودانت، كما يقام عرض مسرحي وآخر حكواتي.