في زقاق ضيق، متفرع جنوباً من شارع بغداد الرئيسي وسط حي الشجاعية في البلدة القديمة الواقعة إلى الشرق من مدينة غزة، يقع "بيت حتحت" الأثري، والذي بني قبل ما يزيد على أربعة قرون، ويعد واحداً من أقدم البيوت الأثرية المتميزة بطابعها العمراني والزخارف التراثية.
ويجاور بيت حتحت الأثري الذي يعود إلى نهاية حقبة المماليك، وبداية حقبة العثمانيين "مسجد الست رقية"، و"جامع ابن عثمان" الأثريان، إلى جانب مجموعة من المباني السكنية الأثرية، ويتكون من طابقين، وتتزين نوافذه الداخلية بالزخارف، وممراته بالأقواس.
وتعود ملكية البيت الأثري إلى "إبراهيم حلبي آل حتحت" وهو كردي الأصل، وقد بناه في القرن الثاني عشر الهجري، وقد ذهب "سالم حتحت" ويلقب بـ "فخر التجار" وهو أحد أحفاد إبراهيم حتحت إلى الأستانة ليشكو حاكم غزة بسبب كثرة مضايقته له، وعلى إثر تلك الزيارة منح حُجة تعفيه من الضرائب المفروضة عليه.
ويتكون البيت الأثري من طابق أرضي يحتوي على سبع غرف كبيرة، وإيوان، ومطبخين، ودرجتين، يؤديان إلى سطح البيت، وقد تم ترميم البيت، وأعيد استخدامه من قبل إحدى الجمعيات الخيرية عام 2009، بعد أن قام مالك البيت بالتبرع فيه للجمعية.
وتقول المهندسة المعمارية نشوى الرملاوي، وتعمل مُرشدة سياحية، ومنسقة مشاريع الحفاظ في مركز إيوان التابع لإحدى جامعات قطاع غزة إن البيت يعود لتاجر حبوب من عائلة حتحت، وهي من العائلات المعروفة في قطاع غزة، ويقع في "منطقة التركمان" وسط حي الشجاعية القديم.
وتشير الباحثة الرملاوي لـ "العربي الجديد" إلى أن بيت حتحت يقع في موقع متميز من مواقع حي الشجاعية والذي يعد أحد أكبر أحياء البلدة القديمة، إذ يجاوره سوق الشجاعية، وهو أكبر الأسواق الشعبية، كذلك مسجد الست رقية، ومسجد ابن عثمان، وحمام السوق، والذي اندثر قبل فترة طويلة نتيجة التطور العمراني، كما يجاوره عدد من البيوت الأثرية، والتي ما زالت قائمة، وهي بيت المزيني، بيت بسيسو، بيت البلتاجي، بيت مرتجى الأثريين.
وتوضح أن طراز البناء العمراني، وتفاصيله تدلل على أن البيت يعود لأواخر فترة حكم المماليك، ويتحدث عن ذلك الشكل العام، والعناصر التي تميز تلك الحقبة، إذ تتشابه البيوت بمدخلها وهو عبارة عن دهليز منكسر، لدخول الشخص إلى البيت دون أن يتم كشف ساكنيه، كنوع من الخصوصية، يؤدي إلى فناء داخلي كبير يسمى "صحن البيت"، أو "مجلس البيت"، ويعتبر العنصر الأساسي، والذي تتم فيه كل الأنشطة الأسرية.
اقــرأ أيضاً
وتلتف حول الفناء الداخلي سبع غرف كبيرة، وإيوان كبير يعتبر "غرفة معيشة"، ومطبخين، ويخرج من الناحية الشمالية للساحة درج علوي تحته "الزيرة" ويتم تعبئتها بالماء من الساقي، ويؤدي الدرج إلى غرفة ثامنة تسمى "مقعد" لكبير العائلة، وإلى جانبها درج آخر يؤدي إلى السطح، ويوجد أيضاً درج داخلي آخر يؤدي إلى السطح.
أما عن الفتحات المغطاة وسط ساحة البيت، فتقول الرملاوي إن الفتحتين عبارة عن بئرين للغلة، موضحة أن بداخل كل بئر صومعة عمق الأولى ثمانية أمتار، والثانية ستة أمتار، وكان صاحب البيت يستخدمهما في تجارته، إذ يتم تخزين القمح والشعير والحبوب داخلهما.
وتبين أن البيوت الأثرية في قطاع غزة تتميز بشكل موحد للجدران، وهو نظام "الحوائط الحاملة" المبنية بالحجر الرملي، ويتراوح سمكها بين 70 إلى 80 سنتيمترا، ويصل في بعض الأحيان إلى متر، موضحة أن بيت حتحت تم تصميمه وفق نظام التوجيه الداخلي، وهو أن كل الفتحات والنوافذ تطل على الساحة الداخلية، والتي تعتبر أهم أركان البيت، إذ تمده بالإضاءة والتهوية، علاوة على ربط أهل البيت بالطبيعة.
وتتزين الجدران بعدد من الحوامل الرخامية، والتي يتم وضعها لتقوية النوافذ، وحمل الجدران، كما تتزين الجدران، وتعلو النوافذ والأبواب منقوشات حجرية، تدلل على الجانب الجمالي الذي كان يعنى به أصحاب البيوت.
وقد غاب الاهتمام الرسمي والمؤسساتي في الآثار والبيوت الأثرية، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتردية التي يمر بها قطاع غزة، إذ يتم توجيه أموال الدعم الدولي إلى المشاريع الإغاثية والصحة والتعليم والإيواء، على اعتبار أن قطاع الآثار "ثانوي".
وتعود ملكية البيت الأثري إلى "إبراهيم حلبي آل حتحت" وهو كردي الأصل، وقد بناه في القرن الثاني عشر الهجري، وقد ذهب "سالم حتحت" ويلقب بـ "فخر التجار" وهو أحد أحفاد إبراهيم حتحت إلى الأستانة ليشكو حاكم غزة بسبب كثرة مضايقته له، وعلى إثر تلك الزيارة منح حُجة تعفيه من الضرائب المفروضة عليه.
ويتكون البيت الأثري من طابق أرضي يحتوي على سبع غرف كبيرة، وإيوان، ومطبخين، ودرجتين، يؤديان إلى سطح البيت، وقد تم ترميم البيت، وأعيد استخدامه من قبل إحدى الجمعيات الخيرية عام 2009، بعد أن قام مالك البيت بالتبرع فيه للجمعية.
وتقول المهندسة المعمارية نشوى الرملاوي، وتعمل مُرشدة سياحية، ومنسقة مشاريع الحفاظ في مركز إيوان التابع لإحدى جامعات قطاع غزة إن البيت يعود لتاجر حبوب من عائلة حتحت، وهي من العائلات المعروفة في قطاع غزة، ويقع في "منطقة التركمان" وسط حي الشجاعية القديم.
وتشير الباحثة الرملاوي لـ "العربي الجديد" إلى أن بيت حتحت يقع في موقع متميز من مواقع حي الشجاعية والذي يعد أحد أكبر أحياء البلدة القديمة، إذ يجاوره سوق الشجاعية، وهو أكبر الأسواق الشعبية، كذلك مسجد الست رقية، ومسجد ابن عثمان، وحمام السوق، والذي اندثر قبل فترة طويلة نتيجة التطور العمراني، كما يجاوره عدد من البيوت الأثرية، والتي ما زالت قائمة، وهي بيت المزيني، بيت بسيسو، بيت البلتاجي، بيت مرتجى الأثريين.
وتوضح أن طراز البناء العمراني، وتفاصيله تدلل على أن البيت يعود لأواخر فترة حكم المماليك، ويتحدث عن ذلك الشكل العام، والعناصر التي تميز تلك الحقبة، إذ تتشابه البيوت بمدخلها وهو عبارة عن دهليز منكسر، لدخول الشخص إلى البيت دون أن يتم كشف ساكنيه، كنوع من الخصوصية، يؤدي إلى فناء داخلي كبير يسمى "صحن البيت"، أو "مجلس البيت"، ويعتبر العنصر الأساسي، والذي تتم فيه كل الأنشطة الأسرية.
وتلتف حول الفناء الداخلي سبع غرف كبيرة، وإيوان كبير يعتبر "غرفة معيشة"، ومطبخين، ويخرج من الناحية الشمالية للساحة درج علوي تحته "الزيرة" ويتم تعبئتها بالماء من الساقي، ويؤدي الدرج إلى غرفة ثامنة تسمى "مقعد" لكبير العائلة، وإلى جانبها درج آخر يؤدي إلى السطح، ويوجد أيضاً درج داخلي آخر يؤدي إلى السطح.
أما عن الفتحات المغطاة وسط ساحة البيت، فتقول الرملاوي إن الفتحتين عبارة عن بئرين للغلة، موضحة أن بداخل كل بئر صومعة عمق الأولى ثمانية أمتار، والثانية ستة أمتار، وكان صاحب البيت يستخدمهما في تجارته، إذ يتم تخزين القمح والشعير والحبوب داخلهما.
وتبين أن البيوت الأثرية في قطاع غزة تتميز بشكل موحد للجدران، وهو نظام "الحوائط الحاملة" المبنية بالحجر الرملي، ويتراوح سمكها بين 70 إلى 80 سنتيمترا، ويصل في بعض الأحيان إلى متر، موضحة أن بيت حتحت تم تصميمه وفق نظام التوجيه الداخلي، وهو أن كل الفتحات والنوافذ تطل على الساحة الداخلية، والتي تعتبر أهم أركان البيت، إذ تمده بالإضاءة والتهوية، علاوة على ربط أهل البيت بالطبيعة.
وتتزين الجدران بعدد من الحوامل الرخامية، والتي يتم وضعها لتقوية النوافذ، وحمل الجدران، كما تتزين الجدران، وتعلو النوافذ والأبواب منقوشات حجرية، تدلل على الجانب الجمالي الذي كان يعنى به أصحاب البيوت.
وقد غاب الاهتمام الرسمي والمؤسساتي في الآثار والبيوت الأثرية، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والإنسانية المتردية التي يمر بها قطاع غزة، إذ يتم توجيه أموال الدعم الدولي إلى المشاريع الإغاثية والصحة والتعليم والإيواء، على اعتبار أن قطاع الآثار "ثانوي".