اختار المنظّمون داراً قديمة شيّدت قبل أكثر من مئة عام، وبعد عمليات الترميم أصبحت مجهّزة لاستضافة ورش السينوغرافيا والديكورات والدمى، إلى جانب استوديو للرقص والتدريب المسرحي لاحتضان معارض تشكيلية وعروض أفلام وحفلات موسيقية، وهو ما تقدّمه ضمن برنامجها الصيفي الذي انطلق الشهر الماضي ويستمر حتى نهاية أيلول/ سبتمبر المقبل.
تتوزّع الفعاليات على أماكن مختلفة في البلدة مثل سينما روكسي وصخرة لامارتين، ومنها عرض جديد لـ"كهرباء" يحمل عنوان "ذلك الهمس في ظلمة الكون" من إخراج أورليان الزوقي وموسيقى دوزفينار ميكيرديتسيان، والذي تمزج فيه بين الغناء والموسيقى والرسم، ويحاكي ضيق المساحة العربية الجغرافية بسبب الحروب والشتات والنزاعات اليوميّة.
وتقيم الفنانة اللبنانية فاديا طنب الحاج في حفلها أغاني من أشعار جبران خليل جبران باللغتين العربية والإيطاليّة، بمشاركة كورال من "جامعة سيّدة اللويزة"، كما تقدّم كريستيل خضر مسرحية "بيروت سيبيا" من تأليفها وإخراجها وتمثيلها حيث تستعيد ذكريات من المدينة، ومن علاقة سكّانها بها، وهي علاقة محكومة دائماً بالتبدّل وبالخسارات في مدينة مستعدّة دائماً لإخفاء معالمها من خلال رواية قصص حميمية وشخصية على الخشبة.
"يوميات توتة" عنوان العرض الكوريغرافي الذي تقدّمه نادين أبو زكي التي تتناول علاقة شجرة التوت الشاهدة على الحروب، وعلاقتها بالناس المحيطين فيها، وفق رؤية إخراجية مقسّمة إلى عالمين منفصلين: الشجر والبشر، أما الفنان عبد الكريم الشعّار فيستعيد في حفله أغنيات من التراث العراقي الغنائي لناظم الغزالي.
كما يستضيف الموسم فرقة "بوستكاردز" التي تأسّست عام 2012 في بيروت، وتضمّ الفرقة جوليا صبرا (غناء)، وباسكال سيميردجيان (درامز) ومروان طعمة (غيتار وباص)، الذين يؤدون أنماطاً موسيقية غربية مثل الدريم بوب والإندي روك، والفنانة لورا من البرتغال التي تمزج بين الموسيقى البرتغالية وأنماط من الموسيقى المعاصرة، عازفة البيانو الروسية البلجيكيّة أيرينا لانكوفا التي تقدّم الموسيقى الكلاسيكية.