"بور أف أم" متّهمة بـ.... التعاطف مع المسلمين

24 مايو 2015
+ الخط -
لم تمضِ ساعات قليلة على صدور العدد الجديد من مجلة "ماريان"، حتى اشتعلت ردود الافعال الشاجبة للموضوع الذي أثارته الأسبوعية الفرنسية ذات التوجه اليميني، عن "الدعم الإعلامي والتواطؤ الموجّه" مع الحالات الإسلامية الصاعدة الذي تنتهجه المحطة الإذاعية "بور أف أم" Beur Fm.

وفي بيان شديد اللهجة، أعرب المدير التنفيذي لإذاعة "بور أف أم" ناصر قطّان عن رفضه القاطع لما صوّرته مجلة "ماريان" ولما جاء على لسان رئيس تحريرها جوزف ماسي - سكارون الذي حلّ ضيفًا على راديو مونتي كارلو، متبنيا الاتهامات التي وجهتها مجلته للإذاعة.

في البرنامج الإذاعي الصباحي على RMC الذي يقدّمه جان-جاك بوردان، تحدّث ماسي - سكارون عن تصريحات عديدة جاءت على لسان مشاركين ومقدمي برامج على "بور أف أم" تعبّر عن "دعمهم أو لامبالاتهم إزاء ما تعرّضت له مكاتب "شارلي إيبدو". وأضاف: "لست في صدد اتهام الإسلام أو المسلمين ككل، بعض المسلمين يزايدون علينا في السعي نحو تحقيق العلمنة الشاملة كضمانة لهم ولنا وكقاعدة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية".

وفي التحقيق الذي نشرته الصحيفة صباح الخميس، ضربت مثلاً بالحلقة الإذاعية لبرنامج les zinformés التي يقدّمها عبد الكريم برانين وفيها استضاف سالم عيدوي، أحد موظفي بلدية ليفري - غارغان الذي عبّر عن سخطه مما تقدّمه "شارلي إيبدو". وقال: "هذا هو الوجه الحقيقي لشارلي، إنهم جرذان مجارٍ مائية" وقد حاول عبد الكريم تهدئة ضيفه "هنالك وجهان لشارلي.." فعاد عيدوي وانتفض "هنالك وجه واحد وهو قبيح جدا ولا يولّد إلا الاحتقان".

كما ذكرت المادة التي عرضتها "ماريان" تصريحات لعدد من الشخصيات العامة المحسوبة على الإسلام، كحال مراد غزلي عضو "تجمع الديمقراطيين والمستقلين" الذي وصف في إحدى الحلقات الإذاعية كريستوف بارييه المحرر في صحيفة "الاكسبرس" بـ "الخنزير الذي يلوّث سمعة المسلمين".

في حسابه على "تويتر"، أطلق ياسين بلعطّار مقدّم الفقرة الصباحية الساخرة على "بور أف أم" وسم #فكّر مثل ماريان، وغرّد قائلا: "بحسب ماريان يمكننا القول أنا أصلع إذن أنا حليق الرأس، ويمكننا القول أيضا أنا مثلي جنسيا اذن انا متحرش بالأطفال". ثم أضاف" "سنتحدى التراجيديا بالضحك والسخرية، غدا سأكون بالبرقع والجلابية على راديو "جهاد أف أم"، هيا بنا نلهو". أما محمد دهموس المقدم الساخر لراديو "بور أف أم" وأحد الوجوه التاريخية في المحطة التي تأسست سنة 1992، فقد عبّر عن استيائه من المادة التي خرجت بها "ماريان" وقال: "أكثر من 90 في المئة من الفرنسيين من أصول مغاربية يحسون اليوم أنهم يشكلون رهابا بالنسبة للمجتمع الفرنسي، الإسلاموفوبيا تفتك بكل قيم الأخوة والمساواة".

إقرأ أيضاً: "شارلي إيبدو" تنتقم من الصحافية المغربية زينب الغزوي

ومن المعروف أنّ محطة "بور أف أم" التي انتشلها الملياردير سيرج بلوخ - المتموّل الكبير في قطاع التسلح وصاحب رابع أكبر ثروة في فرنسا - من الإفلاس صيف 2014، تمثّل صوت الجالية الإسلامية وهي تحظى بشعبية كبيرة في الضواحي الفرنسية والباريسية بشكل خاص، أصبحت محط متابعة الكثير من الفرنسيين بعد هجمات يناير/كانون الثاني الماضي. ويرى متابعون أنّ الاغلبية الساحقة من المتابعين تفضّل سماع الحلقة اليومية لعبد العالي مأمون (إمام مسجد فال دو مارن جنوب شرق فرنسا).

على "تويتر"، نشر عاملون في الإذاعة صوراً، في محاولة منهم للسخرية ممّا اتّهموا به.