"بركان حلب": الفرصة الأخيرة لحماية المدينة ... والثورة

13 يوليو 2014
المعارضة تسعى لتشكيل غرفة عمليات موحدة بحلب (برونو جالاردو/Getty)
+ الخط -

تمكنت قوات النظام السوري، خلال الأسابيع القليلة الماضية، من تضييق الخناق على الجزء الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة في مدينة حلب، بالتوازي مع محاولات تقدّم "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) في ريف المحافظة الشرقي، تمكّنَ عبرها من بسط سيطرته على بعض القُرى باتجاه ريف حلب الشمالي.

أمام هذا المشهد، الذي يمثل تهديداً جدياً لمعقل استراتيجي آخر للثورة، أطلق ناشطون سوريون، إعلاميون وميدانيون، ما سمّوه بمبادرة "بركان حلب"، للضغط على الفصائل العسكرية المعارضة والناشطين، في سبيل توحّدهم وإعلان النفير العام لحماية المدينة.

التفاف عسكري

منذ أكثر من ستة أشهر، وعبر التفاف عسكري بطيء ومُنظّم، نجح الرتل العسكري التابع لقوات النظام في التقدّم والسيطرة على مناطق استراتيجية مهمّة، كانت تحت سيطرة المعارضين المسلحين.

وبعدما كان الحديث يجري عن احتمال حصار مناطق النظام، بعد سيطرة المعارضة على طريق خناصر العسكري في ريف حلب الجنوبي، بدأ الرد الذي كان قاسياً، إذ سيطرت قوات النظام على خناصر، والطريق العسكري، والسفيرة واللواء80؛ القريب من مطار النيرب العسكري.

وهو ما أدى إلى فك الحصار عن المطار، ليتمكن الرتل، تحت قيادة العقيد سهيل الحسن (الملقب بالنمر)، من التمدد نحو قرية الشيخ نجار، وصولاً إلى المدينة الصناعية، ثم ليفك الحصار عن سجن حلب المركزي الذي استمر أكثر من عام، في حين بقيت منطقة مخيم حندرات بارقة الأمل الوحيدة في منع الحصار. وفي حال تمكن النظام من السيطرة عليها، فإن هذا يعني أن حلب باتت تحت حصار محكم بشكل كامل.

وعلى جبهة أخرى، تمكّن "داعش" من السيطرة على قُرى بالقرب من أعزاز، ليتقدم مقاتلو التنظيم باتجاه ريف حلب الشمالي، الخاضع لسيطرة قوات من "الجيش الحر" و"الجبهة الإسلامية".

وتأتي مبادرة "بركان حلب" لتلافي الوضع الأخطر، والتحدي الأكبر الذي يطرحه الواقع الميداني على الثورة، التي في حال خسارتها لمواقعها في المحافظة الشمالية، ستنتهي إلى نزاع ثنائي بين النظام و"داعش"، مما يعطي شرعية دوليّة للتدخل العسكري الأجنبي لضرب "الإرهاب"، وبالتالي لفرض النظام سيطرته على مساحات جغرافية سورية شاسعة.

دعوات إلى التوحد

دعت مبادرة "بركان حلب" الفصائل العسكرية المتواجدة في المحافظة، إلى التوحّد السريع داخل غرفة عمليات مشتركة لا تتبع لقيادة أحد الفصائل. وطالبت بإعلان النفير العام لكل من حمل السلاح داخل مدينة حلب، وأشهر عداءه للنظام من دون استثناء.

كما دعت المبادرة، في بيان، نُشر على صفحتها على موقع (فيسبوك) جميع الناشطين في حلب، العاملين في المجال الطبي والإغاثي والإعلام، وكافة القطاعات المدنية إلى مواكبة هذه الغرفة، وتكثيف الجهود وتوحيدها من خلال اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة حالات الطوارئ، والعمل على تنبيه الأهالي إلى أهمية الحملة في الحفاظ على مدينتهم من "دنس النظام وميليشياته"، كما جاء في البيان.

وجاء في بيان إطلاق المبادرة: "إننا إذ ندعو إلى إثارة بركان حلب ليحرق كل من يهدد بإخضاعها، أو يتخاذل في الدفاع عنها، نحذر كل من تسوّل له نفسه التخاذل في عدم فتح مخازن السلاح، أو عدم التوجّه إلى الجبهات".

وردّاً على سؤال طرحه "العربي الجديد" على عضو المكتب السياسي لـ"جيش المجاهدين"، المكنّى بأبي أمين، حول ما تحتاجه حلب، وما هي مخاوفهم أجاب: "تحتاج حلب إلى إرادة ومُخلصين، بقدر احتياجها إلى الرجال والعتاد". وأضاف "لدينا هواجس من إمكان اتخاذ قرار دولي بترك حلب لمصيرها، وعدم دعمها في المعارك ضد النظام و"داعش"، لكنها مجرد مخاوف".

وكانت فصائل معارضة في ريف حلب الشمالي، يقدّر عددها بـ26 فصيلاً، أعلنت الاندماج في فصيل واحد تحت اسم "لواء فرسان الشمال" لصدّ الهجمة الشرسة التي يتعرض لها ريف حلب الشمالي من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"، وسرعان ما انضمت إليه أرتال من "جبهة ثوار سورية".

من جهته، يقول عضو المبادرة، عروة قنواتي، إن "نجاح المبادرة في مدينة حلب وريفها سيلقي بظلاله على جميع جبهات سوري المشتعلة". ويضيف "آن الأوان لصفوف الثوار أن تتوحد في هذه المرحلة الخطرة من عمر الثورة السورية، ووسط كل الخذلان العربي والأممي لقضيتنا".

يُذكَر أن الحملة كانت قد انطلقت مساء الخميس الماضي، عبر صور وتصاميم و"هاشتاغ"، تمهيداً لانطلاق المبادرة على جبهات القتال، إذ تجري اجتماعات دوريّة لفصائل مُقاتلة، من أجل تشكيل غرفة عمليات مشتركة، يكون هدفها الأول حماية حلب من احتمال السقوط.