"اليوم العالمي لـ ..."؛ ديباجة ثابتة لأكثر من موعد على الأجندة الدولية. مواعيد تمسح كل الميادين تقريباً، مسرح وفلسفة وغيرها كثير، وصولاً إلى الشعر الذي يجري اليوم الاحتفاء بـ "يومه العالمي". لكن هل أن لهذه التظاهرة طابعها الذي يميّزها عن بقية الاحتفالات.
تنظّم مؤسسة "بيت الشعر"، في مقرّها وكذلك في "النادي الثقافي الطاهر الحداد" في تونس العاصمة، احتفالاً بـ "اليوم العالمي للشعر" على مدى يومين تحت شعار "الشعر يعلو"، كما جرت تسمية الفعالية بـ"دورة الشاعر محمد الهادي الجزيري" في لفتة لشاعر تونسي على قيد الحياة.
الجزيري قرأ شيئاً من أعماله الأخيرة صباح اليوم بصحبة شعراء آخرين، هم ناجي الخشناوي وسوف عبيد ويوسف رزوقة. وفي المساء، قدّم الناقد رضا بن صالح قراءة حول واقع الشعر التونسي اليوم، قبل أن تعود الإلقاءات الشعرية مع زهور العربي وفاطمة بن محمود وعبد الحكيم الربيعي وعادل الجريدي.
كما يتضمّن برنامج اليوم الأول أيضاً لقاءً أدبياً مع الناقد العراقي ماجد السامرّائي بعنوان "جيل الستينيات في الشعر العراقي". فهل لهذه العودة في مثل هذا اليوم ما يبررها نقدياً؟ ولماذا الشعر العراقي بالذات وليس التونسي أو غيره؟ مجرّد أسئلة تشير إلى طابع الارتجال الذي يدمغ أياماً كهذه.
غداً، ومع القراءات الشعرية التي تهيمن هي الأخرى على البرنامج، يجري افتتاح معرض التشكيلية التونسية مريم قارعلي. ومن بين الشعراء المشاركين حافظ محفوظ، وسلوى الراشدي، وأحمد كريستو، وأحمد شاكر بن ضياء، وسندس بكار، والشاذلي القرواشي.
لعلنا من خلال هذا البرنامج لن نعثر على اختلافات جوهرية بين طرق الاحتفال بـ"اليوم العالمي للشعر" بين سنة وأخرى، وربما بين "بيت شعر" في تونس وآخر في أي عاصمة عربية أخرى، وكأن المشهد الشعري ثابت (أو راكد) أو أنه لا يمكن التعبير عنه إلا بتوزيع الدعوات على الشعراء كي يقرؤوا قصائدهم.
المسألة قد تتوسّع بالتساؤل عن ظاهرة "بيوت الشعر" العربية وتحوّلها إلى "مؤسسات رسمية" -بالمعنى السلبي للكلمة- تتدوال "المناسبات"؟ ألا يستحقّ الشعر أكثر من هذه البرامج الجاهزة؟