تنطلق أيام "المهرجان الوطني للمسرح المحترف" في العاصمة الجزائرية، مساء 23 من الشهر الجاري وتتواصل حتى 31 منه بسلسلة من العروض التي تقام على خشبة "المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي".
تفتتح الدورة الثانية عشرة من التظاهرة بعرض مسرحية "سلالم الظلمة" للمخرج كمال فراد التي تحضر عن "المسرح الجهوي الحاج طاهر فرقاني" في قسنطينة، وهي عمل يعرض خارج إطار المنافسة.
يدور محور "سلالم الظلمة" حول الفكر والسياسة والصراع بينهما، ويضع الشخصيات في مواقف إشكالية بين ما تؤمن به من أفكار وما يمكن فعله على أرض الواقع لتكشف تناقضاتها، يؤدي الأدوار الممثلون: سرحان داودي ونجلاء طارلي ونبيل مساحل وعتيقة بلزمة.
أما المسرحيات المتنافسة على جوائز المهرجان، فيصل عددها إلى 16 عملاً بعضها يعرض لأول مرة، وكل منها يمثل مسرحاً جهوياً في الجزائر.
من بين الأعمال المنتظرة في "الوطني للمسرح المحترف"، عمل "ليكستا" التي قدمتها فرقة "الفصح" في "المهرجان الثقافي للمسرح المحترف لسيدي بلعباس"، والذي اختتم مؤخراً وحصلت فيه المسرحية على جائزة أفضل عرض.
من جهة أخرى، تشهد هذه الدورة مشاركة "مسرح الجلفة الجهوي أحمد بوزيد" لأول مرة في التظاهرة، حيث يحضر من خلال عرض "عطاشى"، من إخراج حواش النعاس وتأليف الروائي إسماعيل يبرير، ويعتمد العمل في جزء من بنائه على مسرح الحلقة الذي يعرفه التراث المغاربي عموماً.
كما تعرض مسرحية "بيرات خراييب" للمخرج لكريم بودشيش، وهي من إنتاج "المسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني"، والتي سبق وأن حصلت على جائزتين خلال "المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي" بولاية المدية، الذي اختتم مؤخراً.
إلى جانب العروض المختلفة بين كوميدية وتراجيدية ورمزية عبثية، تقام الندوات التي تتناول وضع المسرح اليوم في الجزائر، ومشكلاته وتحدياته، كما تقام جلسة نقاشية حول الفرجة في المسرح الجزائري، إضافة إلى ورشة تكوينية موضوعها النقد المسرحي والكتابة عن الفن الرابع في الصحافة.
كما ينظم المهرجان يوماً دراسياً عن المسرحي الراحل عبد الحليم رايس (1924-1979)، أحد أبرز رواد الكتابة المسرحية في الجزائر والتي أخرج بعضها وكان أحد مؤسسي "الفرقة الفنية لجبهة التحرير" التي ظهرت عام 1957.
من أكثر مسرحيات رايس التي حفرت في الذاكرة الجزائرية، "أبناء القصبة" (1958)، والتي وصف بعدها بأنه "صاحب النظرية الواقعية الثورية في النصوص المسرحية"، و"الخالدون" (1960)، و"دم الأحرار" (1961)، وكان آخر عمل مسرحي كتبه هو "العهد" (1963)، حيث انصرف بعدها إلى التمثيل في السينما الجزائرية بعد الاستقلال، ورحل إثر سكتة قلبية أثناء تصوير فيلم "السيلان" لأحمد راشدي بو سعادة (1979).