"الهستيريا" كظاهرة ثقافية منذ القرن التاسع عشر

09 سبتمبر 2019
(سيغموند فرويد، غيتي)
+ الخط -

في بداية حياته المهنية، اهتم فرويد بالبحث عن علاج للهستريا بالتعاون مع صديقه الطبيب جوزيف بروير الذي كان يستخدم التنويم المغناطيسي لجعل مرضاه يتذكرون أحداثاً لم يتمكنوا من تذكرها في الفوضى، ما يساهم في علاجهم عبر هذا الأسلوب من التفريغ.

ثم أصدرا دراسة مشتركة عام 1895 شكّلت نقطة تحول في تاريخ علاج الأمراض العقلية والنفسية، واعتبرت حينها مرجعية أساسية في نظرية التحليل النفسي، حيث ركّزا على أهمية الحياة العاطفية في الصحة العقلية اللاشعورية، معتبرين أن كبت الميول والرغبات يحولها إلى طريق غير طبيعي، فينتج الأعراض الهستيرية.

"تقديم فرويد: الهستريا" عنوان اللقاء المفتوح الذي يقام عند العاشرة من صباح السبت المقبل، الرابع عشر من الشهر الجاري، في "متحف فرويد" في لندن، ويقدّمه الباحث كيث باريت الذي يضيء على أفكار عالم النفس النمساوي (1856 – 1939).

بدأ الاهتمام يتزايد منذ نهايات القرن التاسع عشر في أوروبا نحو فهم الهستريا كظاهرة ثقافية، من خلال دراسة تاريخ المضطربين بها، خاصة من المبدعين في مجالات الفكر والفنون، وأتت أفكار صاحب "تفسير الأحلام" أساسية في وقف التعامل معها كمرض عضوي واعتبارها اضطراباً نفسياً.

اتسع الخلاف الذي نشأ بين فرويد وبروير حتى وصل إلى القطيعة، إذ رأى الأول أن الغريزة الجنسية المسبب الأول للهستريا، الأمر الذي عارضه فيه الثاني وأطباء عصره، ما دفعه إلى الاستمرار في دراسة أنواع أخرى من الأمراض العصابية وفق المنظور ذاته.

وظل يعمل وحيداً لأكثر من عشر سنوات ضمن سياق معارض للسائد من النظريات والآراء العلمية، واستخدم التداعي الحر الذي نجح من خلاله في الإيحاء للمرضى وهم في حالة اليقطة من إطلاق العنان لأفكارهم وبنى على نتائجه هذه أولى فرضياته في التحليل النفسي قبل أن يبدأ الاعتراف العلمي به عام 1908.

استند فرويد في تنظيره إلى أن الكبت هو صراع بين رغبتين متضادتين ينقسم إلى نوعين، الأول ينشأ في دائرة الشعور ولا ييؤدي إلى إضطراب نفسي، بينما في الثاني تُكبت إحدى الرغبتين وتستقر في اللاشعور بكامل قوتها في انتظار متنفس يخرجها من قيدها.

المساهمون