"المهرجان الدولي للمسرح الأمازيغي": إشراقة بعد احتجاب

09 سبتمبر 2018
من عرض لفرقة فضاء تافوكت
+ الخط -

مثّل المسرح أحد مفردات الحراك النضالي الأمازيغي في المغرب لتتكوّن مجموعة من الفرق المسرحية المحترفة وتكون من بين روافد الحركة المسرحية المغربية. ويعدّ "المهرجان الدولي للمسرح الأمازيغي" انعكاساً لهذا الحراك، غير أنه ظلّ متذبذباً في ظهوره.

اختتمت اليوم الدورة الرابعة من المهرجان في "فضاء تافوكت" (تعني الشمس بالأمازيغية) في الدار البيضاء، بالتعاون مع "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" و"مجلس جهة الدار البيضاء". أقيمت هذه الدورة بعدما احتجب المهرجان في السنوات السابقة.

يضيء مدير "فضاء تافوكت"، خالد بويشو، في حديث لـ"العربي الجديد" أسباب هذا الاحتجاب قائلاً: "غاب الدعم والشراكات المنتظمة، ما تسبّب في تراكم الديون على المهرجان وجعل استمراره صعباً". لكن ذك لم يمنع الساهرين على "تافوكت" من الإصرار على "وضع المهرجان على سكة الاستمرارية انطلاقاً من الدورة الحالية، مع محاولة وضع رؤية فنية وجمالية تهدف إلى تقديم أفضل العروض من داخل وخارج المغرب"، كما يصرّح بذلك بويشو.

يهدف "المهرجان الدولي للمسرح الأمازيغي"، بحسب محدّثنا، إلى "تنشيط المدينة والتعريف بمختلف الفرق المسرحية الأمازيغية؛ إذ إن لكل فرقة نهجاً معيناً وتجارب مسرحية خلقت تراكماً، وبالتالي أصبح للمتفرّج الأمازيغي فُرجات مسرحية متعددة بتعدّد الفرق، بعدما شهد المسرح الأمازيغي بالمغرب طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة".

شهدت الدورة الرابعة من المهرجان مشاركة أربع فرق مسرحية هي "فرقة الريف للمسرح الأمازيغي" من مدينة الحسيمة (شمال المغرب) بمسرحية "في أعالي البحار"، و"فرقة درامازيغ" من مدينة تزنيت (جنوب) بمسرحية "تيساتين"، إلى جانب "فرقة أباراز للإبداع الفني" من مدينة أغادير (جنوب) بمسرحيتها "ألوان الشوق"، ثم "فرقة مواهب الريف للثقافة والفنون" من الحسيمة أيضاً بمسرحية "لاكاب".

انفتح المهرجان هذا العام على التجربة المسرحية الكردية من خلال تقديم عرض "الحب كان بعيداً عني بخطوة" لـ"فرقة الفنون الجميلة" من كردستان العراق للمخرج السويدي الكردي آبا رش. ومن الأعمال الأخرى التي تابعها الجمهور مسرحية "أفرزيز" لفرقة "مسرح تافوكت" من الدار البيضاء، و"شارظ ن ييظنان" لفرقة رويشة للثقافة والفنون من مدينة الخميسات (وسط)، وعرض "أسترا" لفرقة آفاق الجنوب للفنون الدرامية من أغادير، ومسرحية "إجلا نوفات" لـ"فرقة أكبار" من مدينة تيزنيت، إضافة إلى مسرحية غنائية للأطفال بعنوان "أوبيريت أركانة" لـ"مسرح تافوكت".

حضر البعد التنظيري للمسرح الأمازيغي في فعاليات المهرجان من خلال برمجة ندوتين فكريتين؛ الأولى حول واقع وأفق الممارسة بالنسبة للمسرح الأمازيغي، والثانية تهمّ اللغة والهوية في المسرح الأمازيغي.

المساهمون