ضمن حملة المرأة العربية، أطلقت الإعلامية رحاب زين الدين برنامج "الملكة"، وروّج له من قبل 50 قناة تلفزيونية، بينها العديد من القنوات الداعمة للنظام السوري، وعلى رأسها قناة "سما" الفضائية". ويأتي ذلك استكمالاً لسلسة برامج سابقة، أبرزها "المرأة النموذج" الذي بث على أكثر من 70 قناة عربية، ودخل موسوعة "غينس"، باعتباره البرنامج الأول من حيث عدد قنوات البث تلفزيوني التي عرضته.
ويدعي البرنامج أنه يسلط الضوء على المرأة النموذجية، بعيداً عن النماذج العارية السطحية التي يبرزها الإعلام. وصدر بيان قال إن اسمه ليس له صلة ببرنامج "الملكة" الذي أطلقته الفنانة أحلام مسبقاً، وإنما هو يبحث عن ملكة المسؤولية الاجتماعية، وملكة الإبداع والتميز. كما نفت زين الدين أن تكون هي الملكة، رغم ظهورها في الإعلان الترويجي للبرنامج أمام كرسي العرش وبزي الملكة وتلبس التاج.
وتقوم الفكرة على جمع الناشطات في المجتمع المدني في الوطن العربي، ليتنافسن فيما بينهن، ويقمن بطرح مشاريعهن الخاصة، ومحاولة إقناع لجنة التحكيم والجمهور بها، والفائزة تحظى بتمويل مشروعها.
قد يبدو البرنامج كفكرة مميزاً، ولكن عند طرحه، بدا سطحياً. فبدأ البرنامج بتقديم المشاركات واستند التقديم على صفحات "فيسبوك" الخاصة بكل مشاركة. واعتُبر عدد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي مقياساً للنجاح، وكذلك غاص التقديم في طبيعة منشورات المشاركات، وكيف غير البرنامج من حياة كل مشتركة. ووضعت الصور الشخصية لهن على "فيسبوك" شعار برنامج "الملكة" وصورة التاج الذي تأمل كل مشتركة أن تتوج به في ختام البرنامج.
واستند البرنامج بشكل عام على استعراض العمل الخيري، واستغلال المهمشين والمستضعفين للحصول على التمويل والضجة الإعلامية، حيث تستند كل مشاركة في مشروعها على إبراز التعاطف الإنساني مع هذه الفئات بشكل سطحي ومستهلك.
وتكمن بعض هذه الانتهاكات الأخلاقية في بعض المشاريع المقترحة، مثل مبادرة المشاركة المصرية ملك حسن التي وضعت لحملتها عنوان "مليون منتج معاق"، ولم تبدِ لجنة التحكيم أي تحفظ على استخدام كلمة "معاق" في اسم حملة خيرية. هذا إضافةً إلى الإهانات التي توجهها المشاركات للمهمشين المستهدفين في برامجهن الخيرية، فإنهن لم يضعن خطة عمل أو شرح واضح للمبادرة المقترحة، بل اكتفين بإقناع لجنة التحكيم عن طريق إلقاء الشعر أو الاستعراضات الراقصة، وطرحن الفكرة بطريقة هزلية.
أما لجنة التحكيم، المؤلفة من الفنان السوري جهاد سعد، والإعلامية رحاب زين الدين والفنان المصري عزت أبو عوف، فلا تبدي أي تقييم أو نقد كلجنة تحكيم تجاه ما يعرض، وإنما تكتفي بالتعليق على ما يقدم بمجاملات شكلية لا أكثر.
إضافةً إلى ذلك، فإن البرنامج يبتعد عن أهدافه النبيلة منذ مرحلة اختيار المشاركات. فإذا كان هدف البرنامج الأساسي هو تسليط الضوء على العمل الإنساني وتعزيز دور المجتمع المدني، فكيف يستعين هذا الفكر بالقاعدة الإعلامية للنظام السوري الذي ارتكب مجازر إنسانية بحق المدنيين لا تعد ولا تحصى؟ كما يتيح الفرصة لمذيعتين من قناة "تلاقي" السورية، بالاشتراك فيه، وهما رشا علي، ورين الميلع، واللتان تم تقديمهما في البرنامج، من خلال فيديو يصور حياتهما العملية في مراكز الإعلام الرسمية التابعة للنظام السوري، والإشادة بأهم إنجازاتهما بالقناة ذاتها.
ويقسم البرنامج مجتمع النساء إلى نموذجين، هما المرأة النموذج، والمرأة السطحية. وهو برنامج ذو فكر متعال على الهوامش التي يدعي بأنه يهدف لخدمتها، وذو محتوى وأسلوب فاسد، حيث يضع نفسه تحت مظلة المصطلحات والشعارات الإنسانية، ولا يحقق أي هدف إنساني، ولا حتى ترفيهي، وإنما يتاجر بالإنسانية إعلامياً ليكسب الدعم والتمويل.
اقــرأ أيضاً
ويدعي البرنامج أنه يسلط الضوء على المرأة النموذجية، بعيداً عن النماذج العارية السطحية التي يبرزها الإعلام. وصدر بيان قال إن اسمه ليس له صلة ببرنامج "الملكة" الذي أطلقته الفنانة أحلام مسبقاً، وإنما هو يبحث عن ملكة المسؤولية الاجتماعية، وملكة الإبداع والتميز. كما نفت زين الدين أن تكون هي الملكة، رغم ظهورها في الإعلان الترويجي للبرنامج أمام كرسي العرش وبزي الملكة وتلبس التاج.
وتقوم الفكرة على جمع الناشطات في المجتمع المدني في الوطن العربي، ليتنافسن فيما بينهن، ويقمن بطرح مشاريعهن الخاصة، ومحاولة إقناع لجنة التحكيم والجمهور بها، والفائزة تحظى بتمويل مشروعها.
قد يبدو البرنامج كفكرة مميزاً، ولكن عند طرحه، بدا سطحياً. فبدأ البرنامج بتقديم المشاركات واستند التقديم على صفحات "فيسبوك" الخاصة بكل مشاركة. واعتُبر عدد المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي مقياساً للنجاح، وكذلك غاص التقديم في طبيعة منشورات المشاركات، وكيف غير البرنامج من حياة كل مشتركة. ووضعت الصور الشخصية لهن على "فيسبوك" شعار برنامج "الملكة" وصورة التاج الذي تأمل كل مشتركة أن تتوج به في ختام البرنامج.
واستند البرنامج بشكل عام على استعراض العمل الخيري، واستغلال المهمشين والمستضعفين للحصول على التمويل والضجة الإعلامية، حيث تستند كل مشاركة في مشروعها على إبراز التعاطف الإنساني مع هذه الفئات بشكل سطحي ومستهلك.
وتكمن بعض هذه الانتهاكات الأخلاقية في بعض المشاريع المقترحة، مثل مبادرة المشاركة المصرية ملك حسن التي وضعت لحملتها عنوان "مليون منتج معاق"، ولم تبدِ لجنة التحكيم أي تحفظ على استخدام كلمة "معاق" في اسم حملة خيرية. هذا إضافةً إلى الإهانات التي توجهها المشاركات للمهمشين المستهدفين في برامجهن الخيرية، فإنهن لم يضعن خطة عمل أو شرح واضح للمبادرة المقترحة، بل اكتفين بإقناع لجنة التحكيم عن طريق إلقاء الشعر أو الاستعراضات الراقصة، وطرحن الفكرة بطريقة هزلية.
أما لجنة التحكيم، المؤلفة من الفنان السوري جهاد سعد، والإعلامية رحاب زين الدين والفنان المصري عزت أبو عوف، فلا تبدي أي تقييم أو نقد كلجنة تحكيم تجاه ما يعرض، وإنما تكتفي بالتعليق على ما يقدم بمجاملات شكلية لا أكثر.
إضافةً إلى ذلك، فإن البرنامج يبتعد عن أهدافه النبيلة منذ مرحلة اختيار المشاركات. فإذا كان هدف البرنامج الأساسي هو تسليط الضوء على العمل الإنساني وتعزيز دور المجتمع المدني، فكيف يستعين هذا الفكر بالقاعدة الإعلامية للنظام السوري الذي ارتكب مجازر إنسانية بحق المدنيين لا تعد ولا تحصى؟ كما يتيح الفرصة لمذيعتين من قناة "تلاقي" السورية، بالاشتراك فيه، وهما رشا علي، ورين الميلع، واللتان تم تقديمهما في البرنامج، من خلال فيديو يصور حياتهما العملية في مراكز الإعلام الرسمية التابعة للنظام السوري، والإشادة بأهم إنجازاتهما بالقناة ذاتها.
ويقسم البرنامج مجتمع النساء إلى نموذجين، هما المرأة النموذج، والمرأة السطحية. وهو برنامج ذو فكر متعال على الهوامش التي يدعي بأنه يهدف لخدمتها، وذو محتوى وأسلوب فاسد، حيث يضع نفسه تحت مظلة المصطلحات والشعارات الإنسانية، ولا يحقق أي هدف إنساني، ولا حتى ترفيهي، وإنما يتاجر بالإنسانية إعلامياً ليكسب الدعم والتمويل.