تنطلق، اليوم، فعاليات الدورة الثالثة من "الملتقى الدولي للكاريكاتير"، والتي تقام في "قصر الفنون" في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة.
عن هذه التظاهرة، التي هي من التظاهرات القليلة في العالم العربي التي تُعنى بفن الكاريكاتير العالمي وتدعو عدداً كبيراً من رساميه، صرّح الفنان عماد عبد المقصود، أحد منظّمي الملتقى، أن محور هذا العام هو التعليم وقضاياه في العالم، مبرراً ذلك بالرغبة في تناول "قضية مشتركة وتوافقية" بين الجنسيات المختلفة المشاركة، بخلاف المواضيع السياسية التي تختلف بحسب اهتمامات كل رسام والبلد الذي جاء منه.
وفي حين يرى عبد المقصود في هذا الأمر جانباً إيجابياً، يمكن التساؤل حول مجرّد إمكانية طرق مواضيع سياسية بنفس كاريكاتيري ساخر، في وقت تعيش فيه مصر أزمة كبرى في حرية التعبير والنقد الديني أو السياسي أو الاجتماعي.
يرى عبد المقصود أن أهمية الملتقى تكمن في التعريف بتجربة الكاريكاتير في العديد من الدول التي لا نعرف عنها الكثير، رغم تفرّد تجربتها في رسم الكاريكاتير، مثل روسيا والصين وكوريا الجنوبية وعدد من البلدان الأفريقية.
أضيفت للملتقى في دورته الثالثة جائزة لمسابقة باسم الفنان المصري جورج بهجوري، والتي يأمل القائمون على التظاهرة أن تتحوّل في السنوات المقبلة إلى مسابقة عالمية في الكاريكاتير، ما سيزيد من قوة وجودة الأعمال المشاركة.
ولأن الكاريكاتير في الأساس فن قائم على النقد لكل جوانب الحياة اليومية، يقول فنان الكاريكاتير مخلوف، لـ"العربي الجديد"، إن المشكلة الأكبر التي تواجهه كرسام هي "توافق رجل الشارع البسيط مع توجّهات الحكومة، فرغم الكثير من الإخفاقات إلا أن هناك حالة إنكار تام من المواطن لكل احتماليات الفشل؛ لذلك يرفض المواطن السخرية بأي شكل".
يضيف مخلوف أن الحكومة تغذّي كره المواطن المصري للنقد الساخر عن طريق الإعلام الموجّه الذي يعمل على إقناع المواطن أن السخرية هي سخرية من المواطن نفسه وليس من سياسات الحكومة.
رسام الكاريكاتير في صحيفة "الشروق" محمود عبده، يرى بدوره أن الـ"سوشال ميديا" أصبحت متنفساً لكثير من الفنانين الذين يعملون بشكل حر ولم يتأثروا بغياب الحريات ويقدمون انتقادات حادة من دون سقف لأهم شخصيات المجتمع السياسية والدينية، مضيفاً أن "رسامي الصحف مقيّدون أكثر بالسياسات التحريرية لكل صحيفة، لذلك بعد 30 يونيو استبعدت الكثير من الصحف بعض رسامي الكاريكاتير لعدم توافقهم مع السياسات التحريرية لها".
كذلك تتفق معه رسامة الكاريكاتير نورا ثروت في أن سياسات التحرير في أوقات كثيرة تقيّد الفنان حتى في أكثر الصحف انفتاحاً، وتتابع "يرسم فنان الكاريكاتير في أوقات كثيرة أكثر من رسمة ليدفع بواحدة في حال رُفضت الأخرى حتى لا يضطر إلى تغيير قناعاته"، وتضيف أنها كانت تحاول قدر المستطاع تلمّس القضايا بحرص من دون التعرّض لأشخاص بعينهم.
اقرأ أيضاً: إل سيد: خط تتهجّاه العشوائيات