ومنذ ساعات فجر أمس الأربعاء، بدأت قوات "المقاومة" والجيش الشرعي في تنفيذ مسارين جديدين في معركة تحرير عدن، بعد أن رفضت الـمليشيات وقوات المخلوع المحاصرة في المعلا والتواهي دعوات الاستسلام حقناً للدماء التي أطلقت عبر مكبرات الصوت. وبدأ مقاتلو "المقاومة" والجيش في اقتحام مدينتي كريتر جنوب شرق خور مكسر، فيما المسار الثاني تمثّل في اقتحام مدينة المعلا جنوب غرب خور مكسر.
اقرأ أيضاً: عدن خالية من المليشيات قريباً: "المقاومة" تتمدّد لتحرير الجنوب
وتقدمت "المقاومة" نحو مدينة المعلا بشكل كبير وتمكّنت من السيطرة على مقر شركة النفط ثم ميناء عدن الرئيسي، الموجود في مدينة المعلا. وبالتالي وفقاً لما أكدته مصادر في "المقاومة" في عدن لـ"العربي الجديد" فقد جرت السيطرة على موانئ عدن الثلاثة، لتكون منافذ عدن الجوية والبحرية والبرية في قبضة "المقاومة" وجيش الشرعية، ليبقى بعض الأجزاء في مدينة المعلا، لا سيما مبنى المحافظة. وتقترب المقاومة من الدخول إلى مدينة التواهي، حيث مراكز بعض المرافق العسكرية والسيادية.
في موازاة ذلك، كانت قوات "المقاومة" والجيش الشرعي تتقدّم من الجهة الثانية باتجاه مدينة كريتر وتقترب من السيطرة على البنك المركزي وقصر المعاشيق الرئاسي.
وفي السياق، أوضحت مصادر في المقاومة وأخرى في الجيش لـ"العربي الجديد" "أن الساعات القليلة المقبلة مفصلية في تاريخ عدن"، مشددة على أنه "باتت المليشيات تشهد انهيارات وهروب البعض منها عبر البحر واستسلام آخرين، فيما المتبقون محاصرون ولا خيار لديهم سوى الاستسلام أو مواجهة مصيرهم".
وقد أكدت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" أن مطار وميناء عدن سيعاد فتح حركة الملاحة فيهما، خلال الساعات المقبلة، "بعد أن باتت خور مكسر وسط عدن، والتي يوجد فيها مطار عدن مؤمنة، وبعد تمشيط كل الجيوب بداخلها ومحيطها". تسريع عودة الملاحة في مطار وميناء عدن يتزامن مع الحديث عن عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى عدن خلال عيد الفطر بعد أيام، لا سيما أن مدير مكتبه المتواجد في عدن، محمد مارم، قال إن هادي سيؤدي صلاة العيد في عدن، مع أن بعضهم استبعد عودة هادي بهذه السرعة.
لكن من المؤكد أن طاقماً وزارياً سيكون متواجداً بعد العيد في عدن. فقد أكد مصدر حكومي لـ"العربي الجديد"، أنه "بعد العيد مباشرة سيكون هناك عدد من الوزراء في عدن، ومسؤولون حكوميون آخرون سيتواجدون فيها وفي عدد من المحافظات، لمتابعة التطورات ونقل إدارة العمليات الإدارية إليها، والإشراف على سير العمل الميداني ضد الانقلابين ومليشياتهم من كل المحافظات".
في غضون ذلك، ألقت انتصارات عدن بثقلها على كل الجبهات. وبدأت تظهر بوادر ما بعد عدن، في كل من لحج وتعز والضالع وأبين وشبوة.
ففي محافظة لحج تتجه كل مجريات الأحداث نحو الحسم فيها، لا سيما أنها أكثر محافظة لديها حدود مع عدن.
وتشير المعلومات الواردة من جبهتي بله والمسيمير، شمال قاعدة العند الجوية في لحج، عن تقدم لـ"المقاومة" في اتجاه قاعدة العند، وفق ما أكدته مصادر في المقاومة لـ"العربي الجديد". وأشارت المصادر إلى أنّ "المقاومة تقدمت وسيطرت على منطقة النخيلة، والتي تؤدي إلى معسكر لبوزة شمال غرب العند في مسعى لقطع الإمدادات عن المليشيات الآتية من محافظة تعز إلى قاعدة العند الجوية، وهو المنفذ الوحيد المتبقي لها لتجد نفسها محاصرة بشكل كامل داخل لحج، وقاعدة العند بالذات، لأن الحسم عبرها سيحسم المعركة في لحج وتعز".
وكانت طائرات التحالف قد شنت صباح أمس الأربعاء غارات كثيفة على المليشيات داخل قاعدة العند الجوية، ودمرت مخازن أسلحة وقوات عسكرية، في الوقت الذي وصلت تعزيزات عسكرية وبشرية للمقاومة في كل من جبهتي بله والمسيمير شمال لحج.
وفي خطوة مفاجئة، لجأت مليشيات الحوثيين، من دون سابق إنذار ونتيجة لما باتت تعانيه بسبب اشتداد العمليات ضدها، إلى الانسحاب من مناطق عدة كانت تحتلها في محافظة شبوة، وإعادة تمركزها في مدينة عتق عاصمة المحافظة، وفقاً لتأكيدات مصادر قبلية وشهود عيان لـ"العربي الجديد". وأوضحت المصادر أنّ المليشيات عملت على تحصين نفسها في المدينة من خلال إعادة تموضع قواتها بداخلها بشكل كبير".
اقرأ أيضاً: الحكومة اليمنية تدعو الصليب الأحمر لاستلام أسرى الحوثيين بعدن