"الألماني للأبحاث الشرقية".. معرض كتاب ومحاضرة عن الفن والآلة

13 يونيو 2019
عادل عبد الصمد/ الجزائر
+ الخط -
تأسس "المعهد الألماني للأبحاث الشرقية" في بيروت عام 1961، ومنذ ذلك الوقت اتجه إلى دعم وتشجيع الأبحاث التي تتناول التراث العربي والإسلامي بالعموم، إلى جانب الدراسات الثقافية، وأسس مكتبة وسط المدينة تتضمن مراجع مهمة في حقول دراسية مختلفة، إضافة إلى إصدراه مئات الكتب والمجلدات والدراسات.

في هذا السياق، يقيم المعهد الألماني معرضاً للكتاب، ينطلق عند التاسعة من صباح الأربعاء المقبل، تُعرض فيه إصداراته ذات العناوين القديمة وصولاً إلى الأحدث منها بأسعار مخفضة، إلى جانب المجلدات.

هذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها المعهد معرضاً للكتاب، علماً أن له جناح سنوي في "معرض بيروت الدولي للكتاب"، وتتخذ كتبه في مجملها مراجعات نقدية للتراث العربي والإسلامي، وأبحاث أكاديمية، كما يصدر عدّة سلاسل.

يحضر في المعرض قسم خاص بسلسلة "المكتبة الإسلامية"، والتي تصدر عن المعهد وتتضمّن النسخ المنقّحة من النصوص العربية القديمة بشكل رئيسي مع تعليقات نقدية ودراسية أكاديمية عليها.

تشمل هذه النصوص المرجعية مواضيع التاريخ، والأدب، والأدب واللاهوت، بما في ذلك الصوفية، وقد أسّسها المستشرق الألماني هيلموت ريتر عام 1929، بالتعاون مع "الجمعية الشرقية الألمانية". وكان ريتر رائداً متخصّصاً في اللغات العربية والفارسية والتركية، وألّف مراجع في المعتقدات والطقوس الصوفية.

منذ ذلك الحين، جرى نشر أكثر من ستين عنواناً في هذه السلسلة، بعضها مصنّفات ضخمة متعدّدة الأحجام، مثل معجم السيرة الذاتية "الوافي بالوافيات"، الذي كتبه صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي (توفي عام 1362 ميلادية).

السلسلة الثانية التي يصدرها المعهد، وتُعرض منشوراتها خلال التظاهرة، هي "نصوص ودراسات بيروت"، وهي أبحاث تمّت مراجعتها من قِبل المعهد، وتتناول الفنون والتاريخ والمجتمع والثقافة في منطقة الشرق الأوسط.

أطلق المعهد هذه السلسلة عام 1964، وتم نشر أكثر من 130 كتاباً تحت مظلتها، وأضيف إلى قائمتها مجلدان جديدان عام 2018، ويوفّر المعهد على موقعه قائمة كاملة بالعناوين لمن يرغب بالاطلاع عليها قبل ارتياد المعرض.

يُذكر أن المعهد كان قد وفّر عام 2016، سبعين مجلداً للتحميل عبر الإنترنت من إصداراته بالتعاون مع جامعة هايل، وضمّت القائمة تحقيقات وأبحاث وفهارس وكتب عربية تراثية مترجمة إلى الألمانية.

من جهة أخرى، يقيم "المعهد الألماني للأبحاث الشرقية" اليوم، محاضرة عند السادسة من مساء اليوم بعنوان "الفن والهمجية" يلقيها الباحث والقيم والفنان الألماني هوبرتوس فون أميلونكسين، ضمن سلسلة محاضرات ينظمها حول "سياسات الآلة".

يستعيد المحاضر في بيان الفعالية سؤال إن كان من الممكن تصوّر الفن كجزء من الثقافة، أو في قلب الثقافة، وهو تساؤل قديم طرحته المفكرة الألمانية حنا أرندت، وأضافت إليه إن كان يمكن للفن البقاء على قيد الحياة الثقافة أو الثقافة البقاء على قيد الحياة دون الفن؟

كما يتوقّف عند الفن والهمجية، وعند أطروحات المفكر الألماني فالتر بنيامين حول فلسفة التاريخ التي يقول فيها "لا توجد وثيقة للثقافة التي ليست في الوقت نفسه وثيقة همجية".

كذلك يقدّم المتحدث قراءة في أعمال الفنان الجزائري عادل عبد الصمد والفنان اللبناني وليد رعد والكاتب الهنغاري إمري كيرتيس، في محاولة فهم العلاقة المعقدة بين الفن والعنف والتي قد تقود إلى بيان حول السياسات الفنية اليوم.

المساهمون