"المسحرجي": طقس رمضاني فقد نكهته العراقية
براء الشمري
يقول الحاج أحمد عبدالله المشهداني الذي يسكن حي اليرموك ببغداد، إنّ الطقس الرمضاني المتعلق بـ"المسحرجي" تغيّر كثيرا عن السابق، لقد كانت هذه المهمة تسند إلى أحد رجالات المنطقة المعروفين الذين يستخدمون الطبل وعبارات متداولة ومأثورة.
ويضيف المشهداني لـ "العربي الجديد": "كان المسحرجي يقوم بطرق أبواب منازل المنطقة في حال لم ير الضوء في هذا البيت أو ذاك"، مبينا أن بعض سكان المنطقة كانوا يدعونه لمقاسمتهم وجبة السحور، أو تزويده بما لذ وطاب من الأكلات الرمضانية، أما الآن فكل شيء تغير، قرع الطبول تحول إلى موسيقى، والعبارات المشهورة بدأت تختفي"، موضحا أن سكان المناطق أصبحوا لا يتفاعلون اليوم مع "المسحرجية" الذين هم عبارة عن مجموعة من الشباب يأتون من خارج المنطقة من أجل الحصول على "العيدية" في أول أيام عيد الفطر المبارك.
من جانبه، يوضح علي عبد الخالق وهو معلم يسكن حي زيونة شرق بغداد، أنّ "المسحرجي" الذي كنا ننتظره بلهفة حين كنا صغارا تحول إلى مصدر قلق اليوم بعد قيام بعض الشباب بسرقة بعض الأغراض المنزلية وإطارات السيارات تحت غطاء "المسحرجية"، مبينا لـ "العربي الجديد" أن كاميرات المراقبة في منطقته أظهرت بعض الأشخاص الذين حاولوا تفكيك إطارات إحدى السيارات، وما إن مرّت مجموعة أشخاص بقربهم حتى أخرجوا الطبل وبدأوا يوقظون الناس للسحور.
ويضيف: "كل شيء تغير في ما يتعلق بطقوس رمضان الذي تختلف لياليه عن السابق"، موضحا أنه يكتفي بأداء صلاة التراويح ثم يعود إلى منزله بعد أن كان سابقا يقضي ليل رمضان حتى السحور إما مع أصدقائه في لعبة المحيبس، أو مع أسرته في الحدائق والمتنزهات.
أما عمر الفضلي فيوضح أن التكنولوجيا الحديثة لم تترك أية قيمة لدور "المسحرجي"، فضبط منبه الهاتف النقال يغني عن أي وسيلة أخرى لمعرفة وقت السحور.
ويوضح أن أغلب العراقيين الذين يتجنبون الخروج إلى الأسواق في ليالي رمضان يقضون أمسياتهم أمام شاشات التلفاز حتى يحين وقت السحور، مشيرا إلى تراجع الإقبال على الحدائق وأماكن التسوق بسبب سقوط مئات القتلى والجرحى بتفجيرات استهدفت تجمعات لمدنيين في الأسواق خلال السنوات الماضية.
Facebook Post |