"المخاطرة في أعمال محمد الرواس": عن اللوحة والسائد

17 ابريل 2019
(مقطع من أحد أعمال المعرض)
+ الخط -

تتعدّد تجربة الفنان اللبناني محمد الرواس (1951) من خلال تداخل فنون وأساليب عديدة داخل اللوحة ذاتها، التي يوظّف فيها مقارباته للفوتوغراف والتقنيات الطباعية واستعاراته من البوب آرت والرسم، واستخدام هذه الوسائط جميعها لا تنقصها الخبرة المتراكمة بين الدرس الأكاديمي والانفتاح على الفن الأميركي.

أعماله تمثّل صوتاً متفرّداً وخاصاً التصق به خلال العقود الأخيرة، ورغم أنها تحتوي على عناصر شائعة ومتداولة في الواقع، إلا أنها تبدو حين تجتمع بتناقضاتها وتعدّد مستويات تناظرها أنها تحيل إلى واقع آخر يختلط بالسحرية أو الغرائبية.

على هامش معرضه "الأعمال الأخيرة"، الذي يتواصل في "غاليري صالح بركات" في بيروت حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري، ينظّم عند الخامسة من مساء اليوم الأربعاء لقاء حواري بعنوان "المخاطرة في أعمال محمد الرواس ــ شكلاً ومضموناً" تديره الكاتبة نيكول يونس.

يتمحور اللقاء حول تجربة محمد الرواس التي سيحلّلها الفنان والناقد التشكيلي سمير الصايغ (1945) انطلاقاً من تساؤلات حول موقعها من السائد في الفن التشكيلي في لبنان والمنطقة اليوم، وأهمية أعماله - التي خاطر بصياغتها - على المستوى اللبناني خاصة والعربي عموماً.

يقرأ الصايغ الذي يجمع بين العمل الأكاديمي والبحثي والفني إشكالية تلقّي الفنان بين التقدير والإعجاب الشديدين وبين الانتقادات القاسية، كما سيجيب الرواس عن أسئلة الحاضرين.

من جهتها، أشارت يونس في مقال لها حول المعرض إلى أنه "في هذا المعرض بالتحديد، يقدّم الرواس نتيجة تجربة طويلة، مفتاحها كان إيجاد لوحة له مفقودة منذ أربعين سنة، وهي كانت مشروع تخرّجه من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية إبان الحرب الأهلية".

وتوضّح "في حين كان يظن طيلة الأربعين سنة أنه فقدها إلى الأبد، كانت عودتها باباً لمشروع ترميمها أولاً. وهي كانت في الأساس بقياس مترين طولاً ومترين ونصف عرضاً. هكذا، انكبّ الفنان على عملية دقيقة ومحترِفة بمساعدة "محترف فضول خلوف للترميم"، لإعادتها إلى حالة جيدة. معايشته لفترة شهر ونصف لهذه اللوحة، أعادت إلى ذهنه وأحاسيسه المرحلة التشكيلية التي كان قد مارسها حينها - أي منذ 40 سنة - وكانت تشبه إلى حد كبير مرحلة التعبيرية التجريدية الأميركية، وبشكل خاص أعمال أرشيل غوركي".

المساهمون