"المحتج الصامت" عنوان مشروع فني أنجزته الفنانة التشكيلية فاتن الرويسي، والذي يقام للمرة الثانية هذا العام، في "متحف باردو" في تونس مساء الأحد المقبل 11 من الشهر الجاري ويتواصل حتى 12 نيسان/ أبريل المقبل، حيث افتتح العام الماضي "مهرجان الجم للموسيقى السمفونية".
العمل يقوم على عرض أدائي ومنحوتات وتجهيز ولوحات تحاكي، بحسب الرويسي "الناس الذين لا يعرفون حرية التعبير، ولا يجيدون استعمالها وتوظيفها إن كانت متحقّقة".
تصف الرويسي "المحتج الصامت" بأنه معرض تشكيلي وحدث فني بحسب الفنانة، لأنه يشمل استخدام وسائط مختلفة وفيه مواد رقمية ومعاصرة ورسم للخرائط، ويتصادى مع العمارة المحيطة به أينما عرض، بحيث يكون جزءاً من المشهد فيها.
ثمة عرض أدائي متداخل مع المنحوتات المتحركة وعرض فيديو ولوحات وتراكيب ومنحوتات مضاءة، وفي القسم الأخير يعرض "المحتج الصامت العملاق" وهو المنحوتة التي يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار.
اختارت الرويسي اللفظ الفرنسي L’aboyeur المقابل لـ "المحتج الصامت"، لتقديم معرضها، وتعتبره لفظاً مقلقاً للأذن، عن ذلك تقول "نحن نعيش في حشد كبير من الأصوات من حولنا ومن منابر التعبير في وسائط الاتصال المختلفة، ومع ذلك نشعر بالعجز عن التعبير وأننا لا نملك هذه الحرية، لكن في حقيقة الأمر أن "المحتج الصامت" هذا هو مولود العصر".
في الجزء الأدائي المعنون بـ"الخطباء المحتجون والميديا" يظهر مجموعة من الشباب بثياب بيضاء وكمامات، وهذا الجزء يتعلق بالقول السياسي والاجتماعي وغياب القدرة على التواصل مهما تعدّدت وسائله.
تتساءل الرويسي "كيف نحاور؟ هل هناك إفراط في الحوار؟ هل تظهر الحكمة؟ هل نجيد الإصغاء؟" ما يعيدنا إلى التجهيز الذي قدمته الرويسي عام 2012 بعنوان "شبح الحرية"، العمل الذي ينتقد ممثلي الشعب والسياسيين بالتحديد والمسافة بين القول والفعل. فبالنسبة إلى الرويسي فإن الفن المعاصرة يحدث حين نقف من أجل التفكير في ما يحدث وما حدث وما يمكن حدوثه في ظاهرة أو واقعة معينة.
في المعرض ثمة أكثر من نوع من "المحتج الصامت" هناك المحتج الاحتفالي الذي يحب البهرجة والإعلام والتقاط الصور، وثمة المحتج المتحرك، وثمة "ليزا المحتجة" المستوحاة من الموناليزا، والتي تجسد المرأة الصامتة والمبتسمة وحسب.
بالنسبة إلى إقامة المعرض في "متحف باردو"، في وقت يتزامن مع ذكرى التفجير الإرهابي في 18 آذار/ مارس 2015، فإن الرويسي توظّف فضاء المتحف بحيث يشكل العمل حوارية بين التاريخ البصري والجمالي للمكان وبين الفن المعاصر واللحظة الراهنة، حيث تعرض أعمال "المحتج الصامت" بين المنحوتات الأثرية والقطع التاريخية.