"المجلات الثقافية": تاريخ بلا تأريخ

27 نوفمبر 2016
("قصر يبنى على الرمال سيقع"، خالد جرار/ فلسطين)
+ الخط -
في تدوينة نشرها على حسابه بـ "فايسبوك" أثار الشاعر اللبناني عيسى مخلوف تجربة مجلة "اليوم السابع" التي كانت تصدر في ثمانينيات القرن الماضي من باريس. وكشف مخلوف بأنه تعرض للطرد من هذه المجلة التي كان واحداً من مؤسسيها بسبب مقال بعنوان "كلّ القصائد تغنّي لصدّام مُبدع الانتصارات" تحدث فيه عن المثقفين والكتاب العرب الذين كانوا يهللون لصدام حسين في مهرجان "المربد" الشهير.

والواقع أن "اليوم السابع" رغم أنها كانت مجلة سياسية بالأساس فهي واحدة من أميز التجارب الصحافية في المهجر وكان لها تأثير كبير في المشهد الثقافي العربي وقرّاء كثر في المشرق والمغرب وكانت تفتح صفحاتها مفتوحة لألمع الكتاب والشعراء والمفكرين العرب.

غير أن تدوينة مخلوف تكشف جانباً سلبياً لا يعرفه سوى الذين عاشوا تجربة "اليوم السابع" من الداخل وتتعلّق بحدود هامش الحرية داخل منبر كان يرفع شعار الدفاع عن الديمقراطية والفكر التقدمي. كما تكشف أيضاً آفة العلاقة بين المثقف والسلطة ورغبة القائمين على المجلة بعدم انتقاد صدام حسين وجحافل الكتّاب والشعراء العرب الذين كانوا يتلقون الهبات لقاء المديح والتطبيل له.

اليوم، بات من الضروري أن يقوم الباحثون بالتأريخ الموضوعي لتجارب كبريات المجلات الثقافية التي أغنت الساحة العربية وكشفِ إنجازاتها وعيوبها أيضاً لتكون عبرة لمشاريع المجلات الراهنة والمستقبلية.


المساهمون