أعلن حزب "المؤتمر الشعبي السوداني" المعارض، بزعامة حسن الترابي، اليوم الثلاثاء، تمسّكه بدعوة الحوار الشامل التي دعا إليها الرئيس عمر البشير، أخيراً، حتى وإن زجّ بقياداته كافة في السجن. وكان الأمن السوداني قد اعتقل رئيس حزب "الأمة القومي"، الصادق المهدي، ورئيس حزب "المؤتمر" ابراهيم الشيخ، في الأسابيع الماضية. وبرّر "المؤتمر الشعبي" تمسّكه بالحوار، بفقدانه الثقة في تحالف المعارضة، "التي هرولت لمباركة انقلاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي"، في الثلاثين من يونيو/حزيران الماضي، على حد تعبير الأمين السياسي لـ"المؤتمر الشعبي"، كمال عمر، في مؤتمر صحافي عقده في الخرطوم، اليوم الثلاثاء.
وتأتي تصريحات عمر عقب تعليق حزبَي "الأمة القومي" و"الإصلاح الآن" المعارضين، مشاركتهما في الحوار. وقال عمر إن موقف حزبه من الحوار "ثابت لا يتزحزح، باعتباره الخيار الوحيد لإيجاد وضع انتقالي يُخرج البلاد من أزماتها". واعترف بأن موقف حزبه نابع من "الصدمة التي لحقت بهم جرّاء التعامل الانتقالي لتحالف المعارضة مع حزبهم ومحاولة إقصائه من الاجتماعات المنظمة لهبّة سبتمبر الماضية التي نظمت لإسقاط النظام عبر انتفاضة شعبية". وتابع عمر "اكتشفنا بعد يومين من انطلاق التظاهرات في سبتمبر/أيلول الماضي، والتي خرجت للاحتجاج على زيادة المحروقات، أن التحالف يعقد اجتماعات سرية يتم إبعادنا عنها باعتبارنا إسلاميين".
وأَضاف أن السبب الآخر لتمسك "المؤتمر" بالحوار بمعزل عن مواقف الأحزاب المعارِضة الأخرى، هو "هرولة تلك الأحزاب إلى تأييد انقلاب السيسي على الشرعية في مصر". وأوضح قائلاً "في حينها، قالوا في أنفسهم تخلصنا من الاخوان المسلمين في مصر، وجاء دورهم في السودان".
وشدّد عمر على أن "هؤلاء لا يمكن أن نثق بهم، وخصوصاً أنهم يؤمنون بالديموقراطية الانتقائية التي تأتي للسلطة بأي جهة باستثناء (الاخوان)". وأكد أن "هذا يعني أنهم كانوا يضحكون علينا في ما يتعلق بالتنسيق لإسقاط النظام".
وفي ردّه على المطالبات باتخاذ مواقف مقاطعة للحوار، أسوة بحزبي "الأمة القومي" و"الإصلاح الآن" بسبب تراجع الحكومة عن الحريات واعتقال اثنين من رؤساء الأحزاب، قال عمر، إنه "لو اعتقلت قيادات المؤتمر الشعبي أنفسهم، بمن فيهم زعيم الحزب حسن الترابي، فلن نتراجع عن الحوار".
وعن التطورات المصرية، قال المسؤول في "المؤتمر الشعبي" إن "أي محاولة لإعطاء السيسي الشرعية الانتخابية، تمثل كذبة، قاطعاً بأن مصر حالياً عادت مئة ألف عام إلى الخلف ولعهد الفرعون"، معلناً مناصرة حزبه لجماعة "الإخوان المسلمين" وللشعب المصري الرافض للسيسي.