وتتكون "اللبلابي" التونسية من الحمص والخبز غير الطازج والهريسة وزيت الزيتون، إذ يُنقع الحمص في الماء ليلة كاملة، ثم يترك على النار إلى أن يصبح طرياً، ويقطع فيه الخبز، ويضاف إليها الثوم والكمون والهريسة والقليل من الزيت وبيضة.
وأوضح لسعد بلحاج الذي يملك محلاً شهيراً لبيع "اللبلابي" وقضى 30 عاماً في بيع مثل هذا النوع من الأكلات التقليدية أن "اللبلابي" من أكثر الأكلات الشعبية الرائجة في فصل الشتاء. وأشار إلى أن محله يعج يومياً بالزبائن المقبلين عليها في أي وقت من اليوم.
وبيّن بلحاج أن نجاح محل دون آخر في بيع الأكلات الشعبية يعود إلى الأسرار الموروثة عن الأجداد في إعداد "اللبلابي" مثلاً، إذ إن اختيار الحمص ومدة نقعه وغليه تلعب دوراً مهماً لا يعرفه إلا الطباخ الماهر.
وأفاد بأن هذه الأكلة انتشرت في فترة الاستعمار الفرنسي للبلاد، إذ اعتاد المواطنون على الإبقاء على الخبز غير الطازج، نظراً لظروفهم الاقتصادية الصعبة، وهكذا استخدموه في إعداد "اللبلابي".
وأضاف أن السرّ في نجاح اللبلابي ارتباطه بالأواني الفخارية التونسية التي تتحمل درجات حرارة عالية وتحافظ على بقاء الأكلة ساخنة من الداخل، بينما تبقى باردة من الخارج.
واعتبر بائع آخر يدعى محمد أن "اللبلابي" تبقى الأكلة الشعبية المفضلة لدى التونسي، اذ لا يتعدى سعرها الـ3 دنانير، أي حوالي دولار ونصف دولار أميركي. وهي متوفرة طيلة العام، لكن الإقبال عليها أكبر في فصل الشتاء، لافتاً إلى أن البهارات تضاف بحسب اختيار المستهلك.
وقال رئيس قسم التغذية في "المعهد الوطني للتغذية" في تونس، الطاهر الغربي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن "اللبلابي" من التراث الغذائي، ويعبر عن جزء هام من هوية الشعب التونسي، ويحتوي على فوائد صحية وغذائية هامة.
وبين الغربي أن هذه الأكلة تحتوي على كميات هامة من الطاقة، إذ تتكون من الخبز الذي يحتوي على نوع من النشاء بطيء الامتصاص وكذلك الحمص الذي يعتبر من البقول التي تضم بروتينات نباتية، وفيتامينات أخرى إذ أضفنا زيت الزيتون المفيد وغيرها.
وأوضح أن "اللبلابي" غذاء متكامل وتحضيره سهل، إذ لا يستغرق الكثير من الوقت، ومقارنة بالأكلات الأخرى فإن سعره مناسب، مشيراً إلى أن محلات إعداد "اللبلابي" موجودة في العاصمة التونسية وفي الأحياء الشعبية في المناطق التونسية كافة.
وقال إن هذه الأكلة تميز تونس، لكن يمكن إيجادها في بلدان أخرى، عن طريق تونسيين يبيعونها للجالية التونسية في الخارج، مضيفاً أن تونسياً افتتح أخيراً محلاً لبيع "اللبلابي" في طوكيو، وهناك سفراء أجانب في تونس، كسفيرة إنكلترا التي روجت فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي وهي تتناول "اللبلابي" مبرزة إعجابها بهذه الأكلة.