"الكليمنتين"... من وهران إلى العالم

23 أكتوبر 2015
فاكهة الكليمنتين (Getty)
+ الخط -
يستهلك الناس حول العالم فاكهة "الكليمنتين" التي تمتاز بقدرتها على منح الجسم مجموعة من الفوائد الصحية القيّمة، غير أن عددا قليلا منهم يعرف أن مصدرها الأول هو الجزائر، وأنّ لها قصة اختراع ، تعود لحوالي مائة وعشرين عاما فقط، وهي مثبتة في مرجع رسمي يتمثل في العدد العاشر من مجلة "هورتيكول" الفرنسية الصادر عام 1902.

وتقول القصة، إن فكرة عبقرية خطرت لراهب يدعى فيتال رودييه، كان شهيرا باسم "الأب كليمان"، وكان يقيم في مدينة وهران غرب الجزائر، ولتجسيد فكرته هذه على أرض الواقع، قرر أن يطلب مساعدة طبيب له معرفة واسعة بالنباتات، اسمه لوي شارل ترابو، حيث قاما معا بمزج سلالتين من الفاكهة هما البرتقال المر واليوسفية أو ما يسمى بالمندرين في أوروبا المغرب العربي، واستطاعا بذلك الحصول على فاكهة حلوة المذاق، بلا بذر، وذات عطر أخاذ وقوي، أطلقت عليها تسمية "كليمنتين" نسبة للأب "كليمان" الذي كان له اهتمام واسع بالزراعة وكان يعمل آنذاك في ميتم بمنطقة مسرغين، وقد ساعدت خصوبة الأرض هناك ومناخها المتوسطي الحار صيفا والبارد شتاء على إنجاح التجربة الغريبة التي اختلف المؤرخون حول تاريخها الحقيقي، ففي حين يرى بعضهم أن التجربة حدثت عام 1892 يرى آخرون أن الكليمنتين لم تظهر إلا عام 1894، وقد يذهب بعض العامة أبعد من هذا كله ويدخلون القصة في مجالات أسطورية، فيقال إن شجرة المندرين ظهرت فجأة في أرض الأب "كليمان" قرب الوادي كمباركة لجهوده الإنسانية وطيبته، وكانت ذات شكل شبيه بالبرتقال ولكن ثمارها كانت غير مألوفة، فقام هو حين اكتشفها بأخذ فسائل منها وزراعتها في بستانه ونجح في مضاعفة عدد الأشجار وإنتاجها بعد ذلك.

اقرأ أيضًا: ماسك الخيار والفاكهة للبشرة الدهنية

وتنتشر زراعة فاكهة "الكليمنتين" في كل دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وبشكل خاص في الجزائر وإسبانيا والمغرب وتونس وفرنسا، وقد وصلت هذه الزراعة حاليا إلى كاليفورنيا، وأصبحت جزءا من صناعات منتجات أخرى مثل المربى والعصائر، لكنها بقيت تحمل سرّها الصغير واسم "الأب كليمان" ورائحة بحر وهران.


المساهمون