"الفن وتبادل الثقافات": سياقات الإبداع والتواصل

24 يناير 2018
إبراهيم الحيْسن/ المغرب
+ الخط -
عند السابعة من مساء اليوم الأربعاء، تُعقد في "دار الفنون" في الدار البيضاء ندوة تحت عنوان "الفن وتبادل الثقافات"، بتنظيم من مؤسسة "أونا" و"الجمعية المغربية للنقد الفني"، بمشاركة عدد من النقّاد هم: شفيق الزكاري، وإبراهيم الحَيْسن، ومحمد الشيكر، وأحمد لطف الله، ويديرها بنيونس عميروش.

يعدّ الزكاري أحد أبرز النقّاد الذين تناولوا المشهد التشكيلي في المغرب ومقاربة قضايا الهوية والحداثة والتلقّي وواقع النقد الفني، كما قدّم الشيكر مؤّلفات عدّة في تاريخ الفن المغربي مستنداً إلى مرجعيات فلسفية في تحليل خطاب العمل الفني، بينما يقدّم لطف الله قراءات متنوّعة تجمع بين الأدب والفن.

في حديثه لـ"العربي الجديد"، يشير الفنان والناقد التشكيلي إبراهيم الحَيْسن إلى أن ورقته "تنطلق من تعريفات متباينة للفن، وهي لكتّاب وباحثين فنيين أجانب أمثال لالاند وهوبيرت ريد وجورج سنتيانا وسولي ورودان وإيتيان سوريو، بغرض إبراز بعض السياقات الإبداعية والتواصلية التي يشتغل عليها الفن باعتباره أداة فاعلة لتقريب وجهات النظر بين الشعوب وتعزيز مجموعة من المفاهيم والقيم التي ينبني عليها الحوار والتعايش بين المجتمعات".

يرصد صاحب "ثقافة الصحراء" نماذج لبعض ملامح التأثير والتأثر بين الفنون انطلاقاً من التأثيرات المتبادلة بين الفن الإسلامي والفنون الغربية عبر الحضارة الأندلسية، مبيّناً أن "الإسبان استغلوا الفنون الإسلامية (الخط العربي والأرابيسك) واستعملوها في الزخرفة المعمارية وغيرها. ويمتدّ هذا التأثير لجماليات الخط العربي والفنون الإسلامية إلى أبعد من ذلك، ذلك أن بعض فناني عصر النهضة وبعض فناني العصر الحديث تأثروا بدورهم بأساليب المسلمين في استخدام الأشكال الهندسية والنسب في كتابة الخط العربي وبناء إيقاعاته البديعة بأبعادها الجمالية والروحية".

يلفت الحيْسن إلى أن "الفنانين الغربيين نهلوا كثيراً من المطبوعات الفنية اليابانية والصينية واستغلوا تقنياتها وكذا الزخارف والألوان والتوليفات البديعة التي تميِّزها. هكذا، ومع بداية القرن الماضي، شهدت أوروبا تمرُّداً واسعاً على الفن الواقعي، وتحوَّلت باريس بالتالي إلى مختبر لاتجاهات فنية جديدة لها جذورها في الفنون الشرقية".

ويعود صاحب "الشعري والتشكيلي" إلى التذكير "بتأثير الفنون الغربية على تجارب مجموعة من التشكيليين العرب الذي شرعوا منذ مطلع السبعينيات في إنتاج اللوحة الكاليغرافية وظهور اتجاه الحروفية العربية الداعي إلى إثارة سؤال الهوية البصرية الذي انتشر كثيراً مع "جماعة البعد الواحد" في العراق قبل أن يشمل أقطاراً عربية أخرى. هذه الجماعة التي أسسها الفنان الرائد شاكر حسن آل سعيد تُعرف أيضاً بـ"الفن يستلهم الحرف"، وهي من الجماعات الفنية العربية الأولى التي دعت للعودة إلى التراث الفني وحثّت على الاستفادة من الفن الإسلامي".

يخلص الحيْسن إلى "الحديث عن بعض المؤسسات والفعاليات التي بإمكانها المساهمة في تعزيز وإبراز دور الفن في التبادل والحوار الثقافي بين الشعوب والأمم، والتركيز على دور المتاحف والمهرجانات التشكيلية والإقامات الفنية والمراسم المفتوحة بين المبدعين، فضلاً عن دور المعارض الواقعية والافتراضية في نقل الفنون وإشاعتها".

المساهمون