لطالما دعت المواقف السياسية الراديكالية علانية إلى رفض العمل. من داخل الماركسية، دافع بول لافارج عن هذا الموقف وكذلك فعل عالم الاجتماع الإيطالي أنطونيو نيغري والفيلسوف ماريو ترونتي، إلى جانب رموز من اليسار الفرنسي المتطرف ومن داخل الحركات اللاسلطوية الأميركي الأناركي بوب بلاك.
ولا يمكن القول إن الفن والحركات الفنية قد سلمت من هذا الاتجاه، بل إن الناقد والمؤرخ الفني ديف بيتش في كتابه الجديد "الفن وما بعد الرأسمالية، العمل الجمالي والأتمتة وإنتاج القيم" (دار بلوتو) يرى بأن الفن سقط امن مكانه المتميز داخل الخيال السياسي لليسار حيث أعيد تصور الفنان كنموذج أولي للعامل غير المستقر على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
يجادل الكتاب بأن الفن يظل ضروريًا للتفكير في تقاطع العمل والرأسمالية وما بعد الرأسمالية ليس بقدر ما يدمج العمل والمتعة ولكن كمثال للإنتاج غير الرأسمالي. ويناقش هذه المسألة في عدة فصول هي؛ ما بعد الرأسمالية والنقد والفن، ما هو ما بعد الرأسمالية؟، عداء الفن للرأسمالية، الفنانون وسياسة العمل، ومعاني الأتمتة، الكسل وتقنيات الراحة، الرقمنة والقيمة.