"الفضاء الأزرق" يكشف أعداد المهاجرين ويصنفهم

05 ديسمبر 2017
يملك فيسبوك أكثر من ملياري مستخدم (جوناثان ناكستراند/فرانس برس)
+ الخط -
يُمكن لمنصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن تكمّل بيانات التعداد الأميركي للسكان، وبالتالي أن توفّر معلومات مهمة عن أعداد المهاجرين وأماكن توزيعهم. هذا ما أظهرته دراسة جديدة من جامعة واشنطن، ونشرت مؤخراً في دورية السكان والتنمية (Population and Development Review).

ويُجرى تعداد السكان في الولايات المتحدة كلّ عشر سنوات. لكن بين تجميع البيانات وفرزها ونشر النتائج تمر فترة شهور وتظهر النتائج والتحليلات تدريجياً. وأظهرت الدراسة الجديدة كيف يمكن الحصول على إحصاءات دقيقة للهجرة في وقتها من خلال تجميع البيانات نفسها التي يستخدمها المعلنون لاستهداف جمهورهم في "فيسبوك"، ومزج هذا المصدر مع المعلومات الواردة من مكتب التعداد.

ويقول الأستاذ المشارك في علم الاجتماع في جامعة واشنطن، إميليو زاغيني، والذي قاد الدراسة، إنّ الهجرة تشير إلى مجموعة متنوعة من الاتجاهات السياسية والاقتصادية، وهي محرك رئيسي للتغيير السكاني. وبينما يواصل الباحثون استكشاف العدد المتزايد من قواعد البيانات التي يتم إنتاجها للمعلنين، يُشير زاغيني إلى أنّ علماء الاجتماع يمكنهم الاستفادة من "فيسبوك" و"لينكد إن" و"تويتر" في كثير من الأحيان لجمع المعلومات عن الجغرافيا والتنقل والسلوك والعمالة.

ركزت الدراسة على خدمة مدير الإعلانات (Ads Manager) على "فيسبوك"، والتي تُتيح للمستخدمين إدخال معلومات عن الجمهور المستهدف بهدف وضع إعلان على الموقع الشهير، وهي معلومات يستخدمها النظام الأساسي الذي يُنشئ البيانات بعد ذلك. وتمثيلاً لذلك؛ حدّد الباحثون جمهوراً لإعلان افتراضي يستهدف المغتربين الإيطاليين الذين يعيشون في ولاية واشنطن؛ أبلغت "فيسبوك" حوالي 3800 مستخدم نشط شهرياً في ذلك الجمهور.

ويملك "فيسبوك" أكثر من مليارَي مستخدم حول العالم، وواجه مؤخراً انتقادات واسعة لسماح إحدى ميزات الإعلانات لديه باستبعاد أشخاص بناءً على عرقيات وأديان وميول جنسية.

طور زاغيني وزملاؤه برنامجاً حاسوبياً لاستخراج البيانات من خدمة مدير الإعلانات عن المغتربين من أكثر من 50 دولة إلى كل ولاية أميركية، مصنفة حسب العمر والجنس. قام الفريق بتخليص البيانات من المنصة التي يستخدمها أكثر من 1,8 مليار مستخدم في جميع أنحاء العالم، استناداً إلى نموذج إحصائي مبتكر أعده الباحثون لتعديل النقص في نماذج البيانات العادية، مع الأخذ في الاعتبار أن مستخدمي "فيسبوك" ليسوا ممثلين لجميع السكان.

الاختلافات بين بيانات "فيسبوك" وبيانات التعداد ليست كبيرة، لكنها كانت أكثر دقة بالنسبة للفئات العمرية غير كبيرة السن، فعلى سبيل المثال، تشير الدراسة الاستقصائية للمجتمع الأميركي إلى أن الرجال المولودين في المكسيك الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و 44 عاما يمثلون أكثر من 20 بالمئة من سكان ولاية كاليفورنيا من الرجال في تلك الفئة العمرية؛ بينما يوقف "فيسبوك" النسبة عند 15 بالمئة. في الوقت ذاته أغفل التعداد الرسمي حوالي 400 ألف طفل من أصل إسباني، واكتشفهم "فيسبوك".

ويقول الباحثون إن الخطوة التالية هي اختبار هذا النهج في البلدان النامية، حيث تعد الإحصاءات الموثوقة سريعة الإنجاز أمراً مهماً وحرجاً لمسارات التنمية. ونظرًا لأهمية الدراسة؛ تلقى الباحثون دعماً من مؤسسة واشنطن للبحوث، ومعهد العلوم الإلكترونية، ومركز الدراسات في الديموغرافيا والبيئة بجامعة واشنطن. ومن بين المشاركين في الدراسة أيضاً، معهد قطر لبحوث الحوسبة، وهو من المعاهد الرائدة في البحث العلمي، ومعهد ماكس بلانك لأنظمة البرمجيات في ألمانيا.


المساهمون