"العربي الجديد" توثق مشاهد الدمار والإنقاذ لمجزرة كفريا التي ارتكبها الطيران الروسي

جلال بكور

avata
جلال بكور
23 مارس 2019
+ الخط -
قذائف شديدة الانفجار أحالت خمسة منازل كومة من الحجارة والتراب في غضون ثوان قليلة، ودفنت تحتها عشرات القتلى والمصابين، وبعد ساعات من عمل فرق الإنقاذ وفرق الدفاع المدني تم توثيق مقتل 15 وإصابة 30 كلهم مدنيون من بينهم أطفال ونساء.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال أحمد شيخو من الدفاع المدني في إدلب، إن "الطائرات الروسية ضربت المنازل في وسط بلدة كفريا وتلك المنازل يقطنها مدنيون مهجرون من حمص والغوطة الشرقية ومناطق أخرى ولا وجود لأي شيء عسكري في المنطقة".

وفيما أوضح أن "الضربة كانت كبيرة"، لفت شيخو إلى أن "فرق الإنقاذ بقيت تعمل حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليلة الماضية لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وانتشال الضحايا، كما عملت على إطفاء العديد من الحرائق التي نشبت من جراء القصف".

ذوو الضحايا كانوا مصدومين من هول ما حدث، فجأة تحول كل شيء إلى كومة تراب وتحت تلك الكومة أجساد أطفالهم ونسائهم، عجزوا عن الكلام والتصريح واكتفوا بالبكاء على من فقدوا.

"أحد المشاهد الأليمة كان انتشال عمال فرق الدفاع المدني طفلة صغيرة، تحوّل جسدها الرقيق لأشلاء" كما يقول لـ"العربي الجديد" أبو محمد، أحد المهجرين من حمص والقاطنين في كفريا بجانب المنازل التي دمرها القصف.

ويضيف: "كنت جالساً في المنزل وسمعت صوت أول انفجار ثم سمعت صوت الطائرة، بقيت في مكاني ولم أتحرك، بعدها ولمدة خمس دقائق تقريباً وقعت عشر ضربات جوية أخرى، عندها خرجت من المنزل وكان المنظر مهولاً، أصابت الطائرات عدة منازل في وسط البلدة تماماً وأحالتها كومة من التراب والحجارة".

وتابع: "بقية الضربات أصابت المناطق الشرقية من كفريا وهي مناطق معظمها خاوية من المنازل، وذلك خفف من نسبة الأضرار، وإحدى الغارات أصابت منزلاً فيه قوارير غاز منزلي ما أدى إلى دماره بشكل كامل، لكن من حسن الحظ أن المنزل كان خالياً من المدنيين".

ويقول أبو محمد بحرقة: "هؤلاء هربوا من منازلهم وهاجروا إلى هنا كي لا يعيشوا الذل عند النظام، فلحقهم الطيران الروسي بالموت إلى هنا". ويضيف: "يتحدثون عن اتفاق وهدنة، لا وجود لهدنة وكل ما تقوله روسيا عن الهدنة كذب".

وتبين صور خاصة بـ"العربي الجديد" حجم الدمار الكبير في المنازل التي أصابتها قذائف الطيران الروسي، وعمل فرق الدفاع المدني على انتشال الضحايا والعالقين تحت الأنقاض.

بدوره يؤكد جمال الخالدي، المهجر من الغوطة الشرطية، أن "كفريا بلدة صغيرة ويقطن البلدة مهجرون من حمص وريفها ومن الغوطة الشرقية، ولا وجود في البلدة لأي عنصر مسلح أو عائلات أجنبية كما يروج البعض، والطيران لم يستهدف مقارّ عسكرية إنما منازل يقطنها مدنيون".

وأضاف أن معظم الجرحى تم نقلهم إلى مستشفى معرة مصرين، والبعض نقل إلى مستشفيات أخرى نظراً لدرجة الإصابة.

وتأتي تلك الغارات الروسية على الرغم من وجود اتفاق روسي تركي على خفض التصعيد، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح الثقيل في محيط إدلب شمال غرب سورية.