"الطائفة، الطائفيّة، الطوائف المتخيّلة": قراءة متجدّدة

22 فبراير 2020
(من الندوة)
+ الخط -

في 2018، صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة" للمفكµر العربي عزمي بشارة، وفيه قدّم تأصيلاً نظرياً لقضايا ومفاهيم تُعدّ من أكثر المجالات راهنيةً، وهو في ذلك يواصل جهوداً في نفس السياق؛ حيث خصّص مؤلّفات أخرى لتأصيل مفاهيم المجتمع المدني والعلمانية والسفلية والشعبوية وغيرها.

العودة إلى الكتاب لا تزال ملحّة في سياقات عربية عديدة. وفي هذا الإطار، نظّم "مركز مدى الكرمل" أمس الجمعة ندوةً لمناقشة العمل في "مقهى مها الثقافة" بالناصرة، بمشاركة باحثين من فلسطين.

افتتحت الندوة الباحثة في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، أريج صباغ خوري، والتي أشارت إلى وجود نقص في البحث في موضوع الطائفية في المنطقة العربية، وأنّ كتاب بشارة يأتي ليقدّم إضافة أساسية فيه.

أدار الندوة الكاتب والباحث الفلسطيني أنطوان شلحت الذي اعتبر أنّ "ما ميّز هذا الكتاب هو تطوير مفهوم الطائفية من خلال إقامته على تعريفات جديدة لمفاهيم الطائفة وإنتاج الطوائف المتخيّلة".

كما أشار شلحت إلى أنّ بشارة لم يقف عند عتبة المصطلح، بل تجاوزها إلى "إظهار ما في المصطلح من محمولات بناءً على بحث الظواهر عبر ملامسة تطوُّر الطائفية في التاريخ العربي الإسلامي وتمييزها عن مفاهيم أخرى استُخدمت لدراسة تطوّر الجماعات الدينية".

من جهته، قال مهند مصطفى، مدير "مدى الكرمل"، أن الكتاب "يأتي ضمن السؤال الشاغل حول العلاقة بين الظاهرة الدينية والعلمنة والدولة الحديثة، وفيه نقَض بشارة مقولات مفكّرين مثل ليون غولد سميث وميشيل سورا وفؤاد الخوري القائمة على تركيب العصبية الخلدونية على الطائفة والدولة الحديثة".

وأضاف أنّ "دولة ابن خلدون دولة سلالة حاكمة، تقوم بالعصبية، وتندثر بضعفها، أمّا الطائفة في العصر الحديث فلا تُنتِج الدولة، بل تُنتجها الدولة في عملية الحفاظ على الحكم أو في الصراع على اقتسام الدولة".

وفي كلمتها، أشارت الباحثة تغريد يحيى يونس إلى "أن المؤلّف يتجاوز في كتابه كل التعميمات والتسطيحات لفهم الطائفية ويطالب بدراسات سياقية وتاريخية؛ حيث يعود إلى نماذج من العراق ولبنان في بدايات العصر الحديث مع تشكّلات الطائفية هناك"، مضيفة أنّ بشارة "لا يطرح تنظيراً مجازفاً شاملاً، إنما يقارب الطائفية المتخيّلة والطائفية السياسية كما تعمل".

المساهمون