"الصحافة المفتوحة"... أو هل تغيّر المشهد الإعلامي؟

05 أكتوبر 2014
حرية التعبير أم حرية الصحافي في عصر المدونين؟ (GETTY)
+ الخط -
"لقد تغير المشهد الإعلامي بشكل لا رجعة فيه، وعلى الدولة أن تكف عن تصنيف من هو صحافي ومن هو لا"، بهذه العبارة، افتتحت دونيا مياتوفيتش، ممثلة "منظمة الأمن والتعاون الأوروبية" عن حرية وسائل الإعلام، كلمتها في فعالية الصحافة المفتوحة، التي أقيمت أخيراً برعاية منظمتها في فيينا.
وتكمن أهمية هذا الكلام أنه أصبح للصحافة - كيفما رسمت حدودها - أصوات أكثر من أي وقت مضى، ولكن هل يتمّ الاعتراف بها جميعا، ومن ثم حمايتها؟ كانت هذه واحدة من القضايا الشائكة التي تناولها فريق الخبراء، وضمّ منظمة "مؤشر على الرقابة" إلى جانب وفود من أذربيجان وصربيا وإستونيا وروسيا وكازاخستان والبوسنة والعديد من الدول الأعضاء في "منظمة الأمن والتعاون".
وتحدثت غيل فيليبس، مديرة الخدمات القانونية لقسم التحرير في صحيفة "ذا غارديان"، عبر رسالة فيديو مصورة خصوصا لهذا الاجتماع، عن صعوبة تعريف الصحافة وتحديد من يحصل على الحماية الصحافية. واستشهدت بقضية إدوارد سنودن، التي أدارها المحامي السابق غلين غرينوولد وديفيد ميراندا، شريكه الذي انضم لاحقاً. وتساءلت من يحصل على الحماية؟ غرينوولد؟ ميراندا؟ ديفيد لي كبير المحررين؟ أم ثلاثتهم؟
ودان الاجتماع القانون الروسي الجديد الذي يجبر المدونين الذين تحقق منشوراتهم أكثر من ثلاثة آلاف مشاهدة يوميا أن يتم تسجيلهم رسميا لدى السلطات. "يتمتع المدونون ببعض الامتيازات وعليهم التزامات"، قالت إيرينا ليڤوڤا من الجمعية الروسية للاتصالات الالكترونية، والتي دافعت مرارا عن القانون.
موضوع آخر أثاره مشاركون مختلفون، وهو التأثير المتنامي لوسائل الإعلام الروسية على المواطنين في الدول المجاورة. فقد قالت بيكايم أوسينوڤا، من معهد سياسات وسائل الإعلام في قيرغيزستان "إن وجهة النظر الشائعة التي تنشرها وسائل الإعلام الروسية، هي أن الولايات المتحدة بدأت الحرب العالمية الثالثة، وأن بوتين فقط هو من يمكنه إيقافها".
أما إيغور لوستكوڤ، من كازاخستان، فقد تكلم عن السنوات العشرين الأولى من دخول الإنترنت إلى بلاده، وكيف انتقلت السلطات من تجاهل المواقع البدائية على الشبكة إلى رغبتها بالسيطرة الكاملة عليها.
وتحدث يمان أكدنيز، وهو ناشط تركي في مجال حقوق متصفحي الإنترنت، عن حسابات تويتر التي لا تزال مغلقة في بلاده، بما في ذلك بعضها الذي يحظى بأكثر من خمسمئة ألف متابع.
كما تمت مناقشة مفهوم "المصلحة العامة" الشائك، وأثار أستاذ القانون الدولي في الجامعة الكاثوليكية في البرتغال، خوسيه ألبرتو آزيريدو لوبيز، بعض الابتسامات عندما طرح نظريته القائلة: "إنه مصطلح مثل المواد الإباحية. لا يمكنك توصيفها. لكنك تعرفها عندما تراها".
وبينما كانت النقاشات التي امتدت طوال يوم تقترب من نهايتها، سأل أحد الحضور: إن لاقى أول مقال ينشره مدون مبتدئ انتشارا كبيرا، فهل يخضع فورا لنفس القوانين التي تحكم عمل الصحافة، وخاصة في البلدان التي تصرّ الآن على تسجيل المدونين؟
واختتم آزيريدو لوبيز الكلام بقوله: "إذا كنت لا تميز حرية التعبير من حرية الصحافة، فسينتهي بنا الأمر باختفاء الصحافيين، وهذه هي الأزمة التي تواجه الصحافة اليوم".
دلالات
المساهمون