"الشباب والانتقال الديمقراطي": قراءة معاصرة لمفهوم الجيل

13 نوفمبر 2019
محمد عبلة/ مصر
+ الخط -

لا يزال "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" يتناول في عدد من مؤتمراته الدورية ظاهرة التحول الديمقراطي بعد الانتفاضات الشعبية التي شهدها أكثر من بلد عربي خلال السنوات الأخيرة، ويتمّ اختيار عدد من الدراسات المشاركة لنشرها ضمن إصداراته.

ضمن سلسلة "دراسات التحول الديمقراطي" في المركز، صدر مؤخراً كتاب "الشباب والانتقال الديمقراطي في البلدان العربية"، الذي يضم بحوثاً مُنتقاة من مؤتمر "الجيل والانتقال الديمقراطي في الوطن العربي" الذي عقده المركز بين 22 و24 أيلول/ سبتمبر 2017 في مدينة الحمامات التونسية، وركز على فئة الشباب بوصفهم الفاعل الرئيس الذي يقف وراء تطور المجتمعات العربية الراهن، ويدفع مسألة التحول الديمقراطي.

تجمعُ هذه البحوث دوائرَ ثلاثة للاهتمام النظري والتطبيقي في مجال العلوم السياسية بصفة خاصة، وفي مختلفِ حقول العلوم الاجتماعية والإنسانية بصفة عامة، هي: الشباب والديمقراطية والثورات، كما تركز على فحص ديناميات الارتباط بين قضيتَي الديمقراطية وتمكين الأجيال الجديدة، من خلال عمل علمي يراوح ضمن حقول بحثية عدة؛ منها التاريخ والبحث السوسيولوجي والديموغرافيا والإثنوغرافيا والتحليل الثقافي، فضلاً عن العلوم السياسية باعتبارها حقلاً أساسياً.

يتألف الكتاب من مقدمة و17 فصلاً. يقول عبده موسى في المقدمة، "الجيل والثورة والديمقراطية"، إنَّ ما أظهره الربيع العربي من حراك للفئة الشابة يمنح الوجاهة لاستدعاء مفهوم الجيل وتوظيفه في معرض السعي إلى فهم تلك التجربة التاريخية الاستثنائية ذات التأثير البالغ في الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية في منطقتنا العربية وتفسيرها. وبات النظر في المفهوم عربياً ضرورة علمية، لأن النظرة الخلدونية التي لمّا تزل تُستدعى لدى الحديث عنه، ما عادت تفي بفهم معنى الجيل باعتباره رافعة تاريخية، ولا مجال لمقاربة حركة تغيير تشهدها المجتمعات العربية عبر تلك المقاربة البيولوجية المُضمَرة في التصوّر الخلدوني، إذ المُماهاة هي بين حركة الجماعة وتطوّرها وحركة الفرد وتطوّره.

يجادل أحمد تهامي عبد الحي في الفصل الأول، "الحراك الجيلي في سياقات الانتقال الديمقراطي: مدخل نظري في المفاهيم والمقولات التأسيسية"، بأنّ الجيل السياسي عمل في سياق الربيع بوصفه مُتغيراً مُستقلاً مُحفّزاً للمشاركة السياسية، على نحو أعاد تشكيل مسارات التنمية السياسية والتحوّل الديمقراطي.

يقدم المنجي الزيدي في الفصل الثاني، "الخلفية النظرية لمفهوم الجيل وتطبيقاته في علم اجتماع الشباب"، إطلالة نظرية تُبرز خلفية مفهوم الجيل وتطوّر تشكّله التاريخي وتطبيقاته في علم اجتماع الشباب، ويكتب عبد القادر بوطالب في الفصل الثالث حول "الشباب والسياسي: طبيعة التمثلات وعوامل انحسار ظاهرة الانتساب الحزبي في المجتمع المغربي".

يتناول أحمد الخطابي في الفصل الرابع "من حركة 20 فبراير إلى حراك الريف: الخوف من الديمقراطية أم الخوف من جيل الشباب بالمغرب؟"، ويقدم أحمد إدعلي الفصل الخامس بعنوان "الدينامية الاحتجاجية لـ ’حركة 20 فبراير‘ بين الوهج والضمور: دراسة لأشكال التأطير والتأطير المضاد"، أما بشرى زكاغ فتعنون الفصل السادس بـ"أغورا شباب الربيع العربي: بين أعطاب الواقعي وآمال الافتراضي".

ويطرح محرز الدريسي في الفصل السابع موضوعاً بعنوان "كسر الطوق وتملك هوامش المدينة، الغرافيتي: دراسة شعارات الشباب في مسلك السكة الحديد في تونس الجنوبية"، ويعرض محمد جويلي في الفصل الثامن "سلفية تحت الطلب أو تنشئة شبابية منهكة"، أما شاكر الحوكي فيناقش في الفصل التاسع "الشباب والثورة: هل تصلح المقاربة الجيلية أساساً لقراءة الثورة التونسية؟".

يحمل الفصل العاشر عنوان "العقدة الجيلية في الانتقال الديمقراطي بعد الثورات الشعبية: الشباب التونسيون وتحديات استدامة التوافق السياسي" لـ حمزة المصطفى، والفصل الحادي عشر "التصدّعات المتحوّلة: الهوية والانتماء السياسي للشباب السوداني" لـ حسن الحاج علي أحمد، والفصل الثاني عشر "الحقل الشبابي في السودان وإعادة تشكيل المجال العام: بحث في ديناميات الفعل الجمعي ورهانات الحضور العمومي" لـ أشرف عثمان محمد الحسن.

ويحمل الفصل الثالث عشر عنوان "الشباب التونسيون من صناعة الثورة إلى العزوف الانتخابي: حالة الثورة التونسية" لـ أحمد عثمان، والفصل الرابع عشر "فاعلو الحراك المدني اللبناني: قضية مشتركة، خلفيات متناقضة" لـ ماريز يونس، والفصل الخامس عشر "الانتقال الديمقراطي في الصومال وتأثير الشباب فيه" لـ عبد الرحمن محمود عيسى، والفصل السادس عشر "الديمقراطية المفاجئة: الشباب العربي وتحدي الانتقال الديمقراطي" لـ محمد بالراشد، والفصل السابع عشر"أدوار الشباب الجديدة وسياسات الدولة في الإدماج في المغرب بعد حراك 2011" لـ محمد فاوبار.

المساهمون