"السيسي الخيار الأفضل لإسرائيل"

11 مايو 2014
ارتياح إسرائيلي لمواقف السيسي (فرانس برس//getty)
+ الخط -
رأى عدد من الخبراء السياسيين المصريين، أنّ دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، الولايات المتحدة لدعم المرشح الرئاسي، وزير الدفاع السابق، عبد الفتاح السيسي، دليلاً على حالة الارتياح لمواقف وأداء النظام الحالي، وسعياً لدعم خريطة الطريق بعد انقلاب الثالث من يوليو/تموز الماضي.

وقال الباحث السياسي، أمجد الجباس، إن تصريحات إيهود بارك "مفهومة"، لأسباب عدة: أولها، لأن الانطباع العام خلال السنة التي تولى فيها الرئيس محمد مرسي الحكم، والتصريحات من الجانب الإسرائيلي "كانت تعبر عن عدم الارتياح، والتحفظ على أداء الرئيس في حينها، بما أن تلك الفترة شهدت مطالبات، ليس من الإخوان المسلمين فحسب، بل من قوى سياسية عديدة بضرورة إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد، خصوصاً بنودها الأمنية، وتقليص أو إلغاء الجانب الاقتصادي منها، وهذا الأمر لم يكن جيدا بالنسبة لإسرائيل".

ويشير الجباس، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن الوضع بات مختلفاً اليوم، وقد تغيّر المناخ بعد مرسي، و"خفت الصوت الذي كان يطالب بإعادة النظر في الاتفاقية، وقد جاء تصريح السيسي نفسه بأنه سيحافظ على الاتفاقية، لترى إسرائيل مصلحة لها في دعمه".

كما يلفت الجباس إلى نقاط أخرى تدفع دولة الاحتلال الى دعم السيسي، فـ"بالنسبة لهم، هو شخص اتجاهاته ومواقفه السابقة معروفة، لأنه كان يتولى المخابرات العسكرية، فضلاً عن أنه خلال السنة التي حكم فيها مرسي، لم يصدر عنه أي تصريحات يفهم منها أن لديه نوايا عدائية تجاه إسرائيل، على عكس الموقف المعلن للمرشح حمدين صباحي مثلاً".

بدوره، علّق رئيس "جبهة الضمير"، السفير إبراهيم يسري، بعبارة واحدة على الأمر، قائلاً إن "من قام بهذا الانقلاب هي إسرائيل وأميركا وأوروبا، وكل حديثهم وانتقاداتهم للانقلاب وللقمع والقتل، موجّهة إلى شعوبهم فحسب، فهم يدّعون أنهم يتبعون مسار حقوق الإنسان، ولكن في الحقيقة كل ما حدث هو مؤامرة شاركوا فيها، وهذا اتضح في أكثر من مرة وأكثر من مقال لكتاب وباحثين إسرائيليين، وليس في كلمة إيهود باراك وحدها".

وفي السياق، رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة دورام البريطانية، أحمد تهامي، في حوار مع "العربي الجديد"، أن "دعم إسرائيل للسيسي فيه دعم لخريطة الطريق، ويذكرنا بالدعم الذي كان موجوداً في فترة الرئيس المخلوع حسني مبارك، باعتباره الكنز الإستراتيجي لإسرائيل".

واعتبر تهامي أن توقيت إعلان دعم السيسي مرتبط بـ"محاولة تمرير الانتخابات الرئاسية، واللحظة الحالية محرجة بالنسبة للسلطة في مصر، لأن هناك محاولة لغض الطرف عن الانتهاكات المحيطة بالعملية الانتخابية، واللوبي الإسرائيلي قوي، وأعتقد أنه سيدفع بعض منظمات المجتمع المدني إلى التغاضي عن بعض الأمور في سبيل دعم النظام الحالي".