تخترق حياتنا اليومية، خصوصاً في الفضاء الحضري، استعمالات لغوية منفعية من إشارات المرور إلى اللافتات الإشهارية، والتي تمثل جزءاً لا يتجزّأ من الممارسة اللغوية والاجتماعية التي بات يهتم بدراستها تخصّص السوسيولسانيات الحضرية.
كان الباحث الفرنسي الراحل السنة الماضية تيري بيلو (1959 – 2016) أحد أبرز أسماء هذا التخصّص، وقد جرت استعادته اليوم ضمن الندوة التي أقيمت في الجزائر بعنوان "السوسيولسانيات الحضرية في الجزائر: الواقع والآفاق" والذي يستمر حتى يوم غد بمشاركة أكاديميين من الجزائر وفرنسا.
في محاضرات صباح اليوم، افتتحت الندوة بمحاضرة فيليب بلانشيه والتي حملت عنوان "رهانات البحث في السوسيولسانيات الحضرية"، قبل أن تنطلق الجلسة العلمية الأولى بعنوان "اللغات وتحليل الخطاب، وفيها تحدّثت الباحثة نسيمة عماري علوش عن "الممارسات اللغوية وتأكيدات الهوية" متخذة من منطقة باب الواد (بالقرب من الجزائر العاصمة) مجالاً لدراستها، فيما حملت محاضرة صالح آيت شعلال عنوان "مدينة الانتظار" وفيها تناول حالة انتظار سكان المدن لتوفر شروط حياة حضرية، تلك التي تعدهم بها الخطابات السياسية والاقتصادية، وتعبيراتهم عن حالة الانتظار هذه. ومن جهته تحدّث الباحث فيليبو ماريا عن "اللغات في قبرص" من زاوية كونها حين تظهر في الفضاء العام تصبح تعبيرات قوية عن الانتماء.
الجلسة المسائية كانت بعنوان "علاقات بين اللغة والهوية الحضرية"، وفيها تحدّثت ياسمين بغباغة عن اللافتات التجارية وما تكشفه من رهانات سوسيولسانية، فيما تحدّث مختار بوغانم عن الأدوات اللغوية في تنظيم الفضاء العام في منطقة المزاب في الجزائر.
يوم غد، تنطلق الأشغال بمحاضرة الباحثة غودرون ليديغين والتي تحمل عنوان "سوسيولسانيات العاجل.. العودة إلى الالتزامات الأصلية" تليها جلستان علميتان؛ الأولى بعنوان "اللغات والعلامات في المدينة" والثانية بعنوان "كتابات المدينة".