يدخل مرضى السرطان وأصحاب الأمراض المزمنة، خاصة الأطفال منهم في حالة نفسية صعبة بعد اكتشافهم المرض، ويصبحون بأمس الحاجة إلى كافة التغييرات المجتمعية التي من الممكن أن تخفف عنهم روع ما أصابهم.
من هنا، جاءت فكرة "السديل" وهي مؤسسة تطوعية غير ربحية، تعنى بتحسين جودة حياة مرضى السرطان والأمراض المزمنة على كافة الأصعدة النفسية والاجتماعية والروحانية والجسدية، بواسطة طواقم متخصصة من المتطوعين تسعى بكل الطرق إلى تخفيف معاناة هؤلاء المرضى.
وتأسست مؤسسة السديل عام 2008 في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهي الأولى من نوعها في فلسطين، وتعمل في مجال الرعاية التوظيفية للمرضى عبر فعاليات وبرامج تلطيفية لهم، تقدم بشكل تطوعي ومجاني.
وتقول أمل ذويب مديرة ومؤسسة "السديل" لـ"العربي الجديد" عن المتطوعين: "يشعرون بأن حياة كثير من مرضى السرطان هذا المرض الذي يفتك بالجسد وبالحالة النفسية، ويؤثر سلباً على حياة بقية أفراد العائلة، بحاجة إلى مساعدة، ما يدفع متطوعي السديل إلى العمل ضمن برامج مخصصة لمرافقة المريض وأفراد عائلته من كافة النواحي في رحلة العلاج لتقليل المعاناة المترتبة على ذلك".
وتهدف مؤسسة "السديل" بحسب ذويب إلى تحسين نوعية حياة المرضى وعائلاتهم، إضافة إلى أنها تعتمد على مؤسسات المجتمع المحلي والخريجين الذين تقوم بتأهيلهم، لإيجاد نوع من التعاون بين المجتمع والمرضى عبر التطوع، وهذا لاقى إقبالا كبيراً من المتطوعين الأفراد أو المؤسسات.
وتهدف المؤسسة أيضاً إلى نشر الوعي بين عامة الناس بأهمية الكشف المبكر للسرطان، وتخفيف عبء المرض على المجتمع، إضافة إلى تدريب المهنيين والمرضى بخصوص الرعاية التلطيفية بمرض السرطان، إضافة إلى توفير مستلزمات الرعاية التلطيفية من مراكز وكوادر ومواد.
وتوضح ذويب أن "السديل" تقدم خدمات ترفيهية لكافة المرضى، إضافة إلى برامج علاجية، ومتابعة لحالاتهم الاجتماعية والنفسية، إلى جانب تركيزها على الأطفال المرضى لتخفيف الأضرار الناجمة عن إصابتهم بالمرض والتي قد تؤثر سلبا على حالته النفسية والمجتمعية.
كما تقدم أيضاً خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والعاطفي والروحاني للمريض وعائلته عبر مجموعات الدعم من المتطوعين والناجين من السرطان، بالتعاون مع مؤسسات عاملة في مجالات علاج السرطان، إضافة إلى تطوير المشاريع الداعمة والمرتبطة بخدمات الرعاية التلطيفية وتخفيف الألم.
وعملت "السديل"، كما تقول مديرتها أمل ذويب، مع وزارة الصحية الفلسطينية عبر إدراج مفاهيم الرعاية التوظيفية التي تقدمها للمرضى ضمن المناهج التعليمية لدرجة بكالوريوس التمريض في كلية "ابن سينا"، مشيرة إلى السعي لتعميمها في المستقبل على كافة الكليات والجامعات الفلسطينية.
وتعتبر "السديل" أن الحياة هبة من الله، وبالتالي يجب أن تكون خالية من الألم قدر الإمكان، مستخدمين أفضل المهارات وأحدث وسائل المعرفة.