وقالت المصادر، لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنّ "أفريكوم (القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا)، أوقفت بالفعل ضرباتها لمدة أربعة أيام، الأسبوع الماضي، قبل أن تستأنفها الخميس الماضي، بعد اجتماع موسع استضافته فاليتا عاصمة مالطا، بين مندوبين عسكريين من عملية "البنيان المرصوص" (التابعة للمجلس الرئاسي) وقادة من أفريكوم".
وأوضحت المصادر أنّ "أفريكوم طلبت ألا يُحصر نشاطها الجوي في سرت، بعد أن عبّر عسكريو البنيان المرصوص عن امتعاضهم من عدم فاعلية ضرباتها الجوية في الجزء الأخير من مدينة سرت، والذي لا يزال يسيطر عليه داعش".
وبحسب المصادر، فإنّ "عسكريي "البنيان المرصوص" لفتوا خلال الاجتماع إلى أنّ الطيران الأميركي في الغالب يحلّق في سماء سرت ويرجع، من دون أن يسدّد هدفاً، ويمنع قواتنا من التقدّم وإنهاء المعركة، بحجة إفساح المجال للضربات الجوية".
في المقابل، نفى الجانب الأميركي ذلك خلال الاجتماع، بحسب المصادر، وقدّم معلومات مؤكدة عن فرار عشرات، بل مئات، من عناصر "داعش" من سرت، إلى مناطق مجاورة، لا سيما باتجاه تونس والجنوب الليبي، مطالباً بضرورة توفير غطاء قانوني لملاحقة عناصر التنظيم خارج سرت.
وكشفت المصادر أنّ الجانب الأميركي، يرى أنّ حصر عملياته الجوية في سرت "لا يحقّق له استراتيجياته بشأن محاربة داعش وتقويض وجوده"، مشيراً إلى خلايا أخرى متحركة، وفي وضح النهار خارج سرت.
وأكدت المصادر، أنّ قرار المجلس الرئاسي بشأن السماح للطيران الأميركي بتوسيع ضرباته في أغلب أجزء ليبيا، سيصدر قريباً.
وتجدر الإشارة إلى أنّ صحيفة "واشطن بوست" الأميركية، كشفت في عددها الصادر أمس السبت، عن شروع وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في جمع معلومات لرسم خطط لتوسيع ضرباتها الجوية في ليبيا، مبرّرة ذلك بتعقّب مقاتلي "داعش" الفارين من سرت إلى مناطق أخرى.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها، أنّ البنتاغون توفّرت لها معلومات استخباراتية عبر طائرات مراقبة فوق سرت ومناطق أخرى جنوبي ليبيا، تفيد بتحرّك مئات من مقاتلي التنظيم خارج سرت.
وقالت الصحيفة إنّ "قيادة أفريكوم تعمل، في الوقت الحالي، على تحليل مئات الصور والمعلومات الاستخباراتية، للتأكّد من أنّ توسيع نطاق العمليات العسكرية لن يصيب المدنيين".
وكانت السلطات التونسية قد أعلنت، أمس السبت، عن عثورها على مخزن للسلاح يحتوي على مواد حربية، في منطقة بن قردان، المتاخمة للحدود الليبية.
وعثرت وزارة الداخلية التونسية على مخزن آخر قبلها في ذات المنطقة، يحتوي على أسلحة وذخيرة، بحسب وكالة الأنباء التونسية.
وعبّرت السلطات التونسية عن مخاوفها، في أكثر من مناسبة، من تسرّب عناصر "داعش" الفارّين من سرت الليبية إلى أراضيها.