يسافر أفراد من الدفاع المدني السوري، المعروفون بـ"الخوذ البيضاء" إلى مدينة لوس أنجليس الأميركية يوم الأحد 26 شباط/فبراير، للمشاركة في حفل توزيع جوائز الأوسكار بعد ترشيح فيلمهم "الخوذ البيضاء The White Helmets" لنيل جائزة الأوسكار عن أفضل شريط وثائقي.
وفي حديث لـ"العربي الجديد" عبر خالد خطيب المنسق الإعلامي للدفاع المدني السوري عن سعادته في توجيه الدعوة له بصفته مصور الفيلم بالتعاون مع المصورين حسن قطان وفادي الحلبي، وسينافس الفيلم خمسة أفلام وثائقية أخرى.
وأكّد خطيب توجيه دعوة له ولرائد الصالح مدير مؤسسة "الخوذ البيضاء"، وحصولهما على تأشيرتي سفر إلى الولايات المتحدة الأميركية، لحضور الحفل في لوس أنجليس، مضيفاً: "نقوم الآن بالعمل على استكمال الأوراق اللازمة".
وعن تجربته في تصوير الفيلم التوثيقي يقول خطيب: "لم أكن أتوقع أن يترشح الفيلم للأوسكار ولم نفكر في الحصول على الجائزة، وكان همنا هو إيصال معاناة الشعب السوري للعالم، وتحديداً للشعب الأميركي الذي لا يعلم ماذا يحدث في سورية، ولا يعلم من القاتل ومن المقتول".
ويضيف: "في حلب كان أحد عناصر الدفاع المدني يعمل على إنقاذ المدنيين، وفي إحدى الغارات كان مضطراً للعمل على إنقاذ زوجته وأولاده، لكنهم فارقوا الحياة تحت ركام القصف من قوات النظام السوري والطيران الروسي، هو مشهد حصل حقيقة".
يتحدّث خطيب عما يقوم به عناصر الدفاع المدني السوري فيقول: "حمل رجال الدفاع المدني الكثير من الأطفال الرضع والنساء والشيوخ، منهم من قضى، ومنهم من أصيب، ومنهم من خرج حياً بعد اعتقادنا بموته، كلهم كانوا من أهلنا فرجال الدفاع المدني من الشعب السوري، وليسوا من شعب آخر ومن يتعرض للقتل هم أهلنا".
وتمنّى خطيب "أن يكون الفيلم قد نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في سورية من جرائم كونه فيلما صوّر الواقع، لعل المسؤولين في هذا العالم يعملون على فعل شيء لإنقاذ هذا الشعب المظلوم".
وترشح الفيلم الوثائقي "الخوذ البيضاء"، والذي يروي قصصًا أبطالها عناصر الدفاع المدني السوري، لنيل جائزة الأوسكار، بعد عرضه، في 90 دولة، وشاهده ما يزيد عن 50 مليون مشترك على "نيتفليكس". وستعلن النتيجة في 26 فبراير/شباط، في مدينة لوس أنجليس بالولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يحصل الفيلم على تأييد عالمي لنيل الجائزة.
وسبق أن ذكرت تقارير إعلامية أنّ الممثل الأميركي جورج كلوني يسعى إلى تطوير الفيلم وتحويله إلى فيلم روائي، يكون هو بطله. وفريق "الخوذ البيضاء" يتألف من ثلاثة آلاف متطوع في سورية، قتل ما يقارب 150 منهم، منذ عام 2013، وأنقذوا أكثر من 60 ألف مدني من تحت الأنقاض، ويرفعون شعار "من أحياها فكأنما أحيا الناس جمعياً".
وكتبت المخرجة وكاتبة السيناريو الأردنية سماح صافي بايزيد عن فيلم "الخوذ البيضاء" أنه يذكر كل الجهات بصدق وواقعية، من خلال حديث الشخصيات الحقيقية في الفيلم فتعرف من الظالم ومن المظلوم، "الخوذ البيضاء" هو فيلم يحكي في 40 دقيقة قصة مجموعة من الأبطال الشجعان في الداخل السوري الذين تطوعوا ليكونوا رجال الدفاع المدني، فارتدوا القبعات البيضاء وكرسوا حياتهم بشكل يومي لإنقاذ المدنيين من تحت الدمار والقصف في هذه الحرب التي يعيشها من في الداخل السوري كبعض المناطق في حلب وغيرها وبشكل شبه يومي".
وأضافت "في الإعلام الأميركي وفي أفلام هوليوود تكاد لا ترى أيا من الرموز الإسلامية كالمسبحة والمصحف أو أياً من العبادات كالصلاة أو حتى الكلمات كالله أكبر والأذان إلا مترافقاً مع مشهد إرهابي أو مشهد مثير للخوف والريبة، بينما في فيلم الخوذ البيضاء ظهرت كل هذه الرموز بجمال، فكان واضحاً للمتابع بأن هؤلاء الأبطال دافعهم إنساني لإنقاذ أرواح الناس ولكنهم مؤمنون بالله بقوة وملتزمون بالشعائر الإسلامية، فكان ظهور المصحف جميلاً مسالماً وكانت أصوت "الله أكبر" والأذان مرافقاً للفرح".
أكثر مشهد مؤثر
وأجمع كل من خالد خطيب وبازيد على أن أكثر مشاهد الفيلم المؤثرة كانت التي تحكي بعد أكثر من 16 ساعة من العمل المتواصل محاولة إنقاذ من هم تحت الركام والأنقاض لقرية صغيرة وتهدّمت بالكامل إثر القصف، لم يستطع رجال القبعات البيضاء أن يجدوا أحداً على قيد الحياة.
وفي اللحظة التي همّوا فيها بالمغادرة متعبين يائسين، سمعوا صوت بكاء طفل رضيع، ليعودوا للبحث من جديد فيجدوا أملاً جديداً تحت الأنقاض، طفل رضيع لم يتجاوز الشهر من العمر لا يزال على قيد الحياة! دموع فرحتهم كانت لا توصف، كيف نجا هذا الطفل؟ لا أحد يعلم، ربما هي معجزة... لذلك أطلقوا على هذا الرضيع اسم "الطفل المعجزة".
(مصدر الصور: Getty)