"الخط العربي": بين الكلاسيكية والتجريب

15 مايو 2019
محمد الشيخ الفارسي/ الكويت
+ الخط -

"الخط العربي.. إبداع يتجدد" عنوان المعرض الذي افتتح أول أمس الإثنين في "قاعة بوشهري للفنون" في العاصمة الكويتية، ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، بمشاركة مجموعة من الفنانين التشكيليين الكويتيين، إلى جانب الفنان السوري محمد غنوم.

يضمّ المعرض أعمالاً تترواح اتجاهاتها بين التقليدية والتجريب في سياقات حداثوية، لكلّ من: إبراهيم حبيب، وعبد الأمير البناي، ومحمد الشيخ الفارسي، ومحمد القطان، ومصطفى خاجة، ومنى عبد الباري.

إلى جانب بورتريهاته ومنحوتاته الخشبية، يسعى حبيب إلى تحرير حروفياته من الزخرفة حيث يهمين اللون كعنصر أساسي في لوحته مستخدماً مواد فنية مختلفة منها الألوان الزيتية والإكريليك والألوان المائية، بينما يلتزم البناي بالقواعد الكلاسيكية للخط بأساليب كتابية مختلفة منوّعاً بين النسخ والثلث والكوفي، كما يقدّم أعمالاً عديدة بخط جلي الدیواني الذي يشتهر بتعدّد زخرفته وتشكيلاته وتنقيطه الواضح خلافاً للخط الديواني العادي.

محمد غنوميجمع الفارسي في أعماله بين تقنيات وأساليب متعدّدة قدّمها طوال تجربته الممتدّة على ما يقارب أربعة عقود، ومنها الحروفيات العربية ولوحات "ريليف"، حيث يرسم عادة أشكالاً هندسية كالمثلث والمربع تعمل كإطار للحرف داخل اللوحة، كما لو كانت مستوحاة من الزخارف الإسلامية، كما أدخل الحروفيات في الرسم بالأبيض والأسود مستعيناً بالمرأة كقيمة رئيسة في هذا الاتجاه.

أما خاجة فلم يبتعد عن كلاسيكيات الخط، وهو يشتغل عادة على الخط الفارسي وخط الشكسته الذي تعود بداياته إلى عهد الصفويين في إيران خلال القرن السادس عشر، إذ جرى اشتقاقه من خط التعليق، وجاءت تسميته كون بعض حروفه تبدو مكسّرة لسرعة كتابتها، إضافة إلى لوحاته بالخط الديواني.

من جهتها، تزاوج عبد الباري بين أعمالها التي تتنوّع بين الواقعية في التشخيص والسوريالية والتجريد الذي يتداخل مع الحروفيات في توظيف مدروس للظل والنور.

يشارك أيضاً الفنان السوري محمد غنوم الذي بدأ مشواره منذ السبعينيات، متأثّراً بما قدّمه الراحل فاتح المدرس في هذا السياق، في ارتكازه على اللون كعنصر أساسي مولّداً لدلالات جديدة، إضافة إلى محاولاته في التجريب ضمن قواعد الحرف الكلاسيكية التي تعتمد أبعاداً ومعايير هندسية، ومن أشهرها تلك التي احتوت على أبيات شعر للمتنبي.

دلالات
المساهمون