"الخرطوم للكتاب": رقابة لا غنى عنها!

15 أكتوبر 2018
(من دورة سابقة)
+ الخط -
تنطلق بعد غدٍ الأربعاء فعاليات الدورة الرابعة عشرة من "معرض الخرطوم الدولي للكتاب" على "أرض المعارض" في منطقة بري في العاصمة السودانية، والتي تتواصل حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، وكما في كلّ عام تتصّدر الرقابة أولويات المنظّمين.

التظاهرة التي يفتتحها سنوياً، النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح، يشارك فيها أكثر من 300 دار نشر عربية وأجنبية، ورغم تكرار عبارة "اكتمال الاستعدادات للافتتاح" في أخبار المعرض، لا تتوافر أي تفاصيل حول برنامجه وفعالياته سواء على الموقع الرسمي أو أي موقع آخر.

من جهة أخرى، أشار بيان لوزارة الثقافة والسياحة والآثار السودانية إلى "كتب (مدسوسة) في المعرض تدعو إلى الإباحية وإثارة النعرات القبلية، والإساءات العقائدية، للدين الإسلامي، والأديان الأخرى"، ووعدت بوقف عرضها حال التعرّف عليها.

وفي تصريحات لوسائل إعلام محلية، أوضح مدير المعرض عبد العظيم مجذوب "أننا لا نحجر على أحد ولا نصادر كتاباً وإنما نمنع عرضه فقط ويعاد إلى صاحبه عقب انتهاء النظاهرة، الذي يمكنه أن يعرضه في أي مكان خارج السودان".

أضاف "لكل دولة خطوط حمراء لا تتعداها"، لافتاً إلى أن "لجنة للمصنفات الأدبية في الوزارة تقوم بدورها في فرز هذه الأنواع من الكتب التي كثيراً ما يتم اكتشافها".

التصريحات ذاتها تتكرّر في كل دورة بل تُصادر عناوين إضافية رغم عدم وجود لجان تقيّد مشاركتها مسبقاً، بذريعة تقديم قراء شكواهم ضد وجود هذه الكتب إلى إدارة المعرض، حيث مُنعت العام الماضي عدّة روايات لكتّاب سودانيين مثل "ساقطات من بنات إبليس" لـ جعفر همد، و"كوني جلطته الدموية" لـ مطيعة محمد أحمد، و"الطواويش الغبشا" لـ عبد الرؤوف فضل الله، و"كرنك ناكومة" لـ مصعب جبارة.

في سياق آخر، تحتفي الدورة الحالية بالباحث والناقد السوداني عبد الله الطيب (1921-2003) شخصية المعرض، الذي يعدّ من أشهر اللغويين والنقّاد في بلاده اإلى جانب مساهمته في تأسيس وإدارة العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية.

وقد نشر الطيب دراسات وكتباً عدّة؛ من بينها: "تاريخ النثر في السودان" (1959)، و"القصيدة المادحة" (1964)، و"مع أبي الطيب" (1968)، و"الطبيعة عند المتنبي" (1977)، و"تسع كلمات من فاس" (1986). ومن أعماله المسرحية: "زواج السحر"، و"قيام الساعة"، كما ترجم رواية "أندروكليس والأسد" لـ جورج برنارد شو.

المساهمون