"الحشد الشعبي" يستعرض قوته في احتفال الجيش بتحرير الموصل

15 يوليو 2017
الاستعراض احتفاء بتحرير الموصل (Getty)
+ الخط -
نظّمت وزارة الدفاع العراقية وهيئة مليشيا "الحشد الشعبي"، اليوم السبت، استعراضاً عسكرياً كبيراً وسط بغداد، بمناسبة تحرير الموصل، بحضور رئيس الحكومة حيدر العبادي وعدد من المسؤولين، بينما تصاعدت المطالبات بعودة المؤسسة العسكرية العراقية إلى ما كانت عليه، وعزل المليشيات عنها.

وذكر مكتب رئيس الحكومة حيدر العبادي في بيان صحافي، أنّ "استعراض التحرير والنصر انطلق، صباح اليوم، بحضور العبادي"، مبيناً أنّ "الاستعراض تمّ بمشاركة جميع التشكيلات العسكرية والأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية، وهيئة الحشد الشعبي".

من جهته، أكد ضابط في وزارة الدفاع العراقية أنّ "الاستعراض جاء احتفاءً بتحرير الموصل، لكنّ الحضور الواسع فيه كان لمليشيا الحشد الشعبي".

وقال الضابط، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "التنسيق لهذا الاستعراض تم بين وزارتي الدفاع والداخلية وهيئة الحشد الشعبي"، مبينا أنّ "مليشيا الحشد حصلت على حيّز كبير من الاستعراض، يضاهي حيّز الجيش والقوات الأمنية الأخرى".

وأضاف الضابط أنّ "فصائل عديدة من الحشد استعرضت قوتها وأسلحتها المختلفة، والتي تنافس أسلحة الجيش العراقي"، مبينا أنّ "الحشد يهدف من خلال مشاركته في الاستعراض إلى أن يكون قوة منافسة لقوة الجيش العراقي، وعلى اعتبار أنّ له دورا كبيرا في تحرير الموصل".

وتفرض مليشيا "الحشد الشعبي" نفسها على الواقع العراقي بقوة، وتنافس الجيش من نواحي العدد والعدّة، خصوصاً أنّها تحظى بدعم حكومي ودعم إيراني كبير.

في المقابل، يرى الخبير العسكري، فالح الريشاوي، أنّ "استعراض المليشيات إلى جانب الجيش العراقي هو صورة سيئة وسابقة مهينة بتاريخ الجيش العراقي العريق".

وقال الريشاوي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "الجيش العراقي كان جيشا متميزا بين الجيوش العربية والعالمية، وكان له دور كبير في المعارك المصيرية للأمة العربية، لكن للأسف حجب الضوء عن هذا الجيش العريق، وعملت الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003، بدعم من دول إقليمية، على تحطيم هذه المؤسسة وحلّها، وتشكيل مليشيا الحشد كقوة منافسة لها".

وأضاف الريشاوي أنّ "الجيش العراقي كان جيشا وطنيا يمثل العراق بكل أطيافه بلا تفريق بينهم، واليوم نراه للأسف ينحدر لهذا المستوى الذي يجعل من المليشيات ندّاً له".

ودعا الحكومة إلى "تطهير الجيش العراقي من كافة الشوائب التي علقت به بعد عام 2003، وإعادة هيكلته كمؤسسة عراقية عريقة تمثّل جميع العراقيين، بالاستعانة بالخبرات الكبيرة لضباط الجيش السابق".

يشار إلى أنّ المؤسسة العسكرية العراقية بنيت على أسس طائفية بعد عام 2003، ما تسبب بضعف كبير فيها، وانهارت قطعاتها أمام تنظيم (داعش)، والذي اجتاح الموصل وعدداً من المحافظات الأخرى في يونيو/ حزيران 2014.

المساهمون