تجلس الحاجّة باكزة السلايمة (70 عاماً) منهمكة تحت دالية العنب. تجمع الثمار الطازجة، لتقوم بعصرها فيما بعد، وتحولها إلى شراب الدبس الطازج. تقول الحاجّة السلايمة لـ "العربي الجديد" إن مدينة الخليل (جنوبي الضفة الغربية)، تشتهر بإنتاج العسل الأسود، أو ما يسمى محليّاً " الدبس". وتضيف أن "الفتيات والنسوة من كبيرات السن، يقمن بإنتاجه يدوياً، كأحد أنواع الصناعات الغذائية المتوارثة من جيل إلى آخر".
تشرح السلايمة كيف تعلمت صناعة هذه المنتجات التي ترسم ملامح الحياة في منطقة الخليل، وتقول: "ورثت صناعة الدبس عن والدتي وجدتي منذ زمن طويل. كانت منتجات العنب تشكل المصدر الأول لقوت العديد من العائلات. كنا نجمع الثمار عن دوالي العنب، ونقوم بغسلها جيداً، ومن ثم نضعها بأكياس من "الخيش" (أنواع خاصة من الأكياس المصنّعة بقطع من القماش) داخل أحواض واسعة".
وتنتقل الحاجّة إلى المرحلة الثانية من عملية التصنيع: "نضيف تربة الحِوَر فوق الثمار من أجل تنقية العصير وإزالة الحموضة منه. بعدها يتم عصر الخليط لساعات. ومن ثم يتم جمعه بعد تصفيته، ويترك لنحو ساعتين ثم يصفّى تماماً من جميع الشوائب والبذور".
وتتابع: "بعدها ننقل العصير إلى أوعية من النحاس تسمى محلياً "الدّست"، ونشعل النار بالمواقد التقليدية لتبدأ عملية غلي العصير التي تستمر لساعات حتى يتحول العصير إلى شراب "الدبس".
وتشتهر مدينة الخليل، بإنتاج " الدبس"، حيث تجتمع العائلات من الكبار والصغار في موسم العنب لصناعة المنتجات الغذائية المستخرجة من هذه الثمرة. وعلى مدار شهرين متواصلين لا تطفأ المواقد المعدة لطهي " الدبس" ومنتجات العنب المختلفة كمربى العنب، "الخبيصة"، و"الملبن". وتزدهر صناعة هذه المنتجات في معظم جبال الخليل، كونها تشكل مصدر رزق للعائلات.
انتقلت صناعة الدبس من جيل إلى آخر، نظراً لأهميته في التراث الفلسطيني، ولدوره المهم في تأمين مصدر رزق العائلات التي تقطن أعالي الجبال. تقول حميدة الرجوب (65 عاماً) وهي إحدى السيدات التي تشتهر بصناعة كافة منتجات العنب في الخليل، لـ "العربي الجديد": "ما إن يبدأ موسم العنب كل عام، حتى تبدأ الاستعدادات لصناعة منتجات مختلفة من هذه الثمرة يدوياً، إذ تعجز عن صناعتها الماكينات الحديثة نظراً لدقة المراحل التي تمر بها من جهة، وللمحافظة على التراث الفلسطيني من جهة أخرى".
وتلفت الرجوب إلى أن العديد من العائلات في مناطق الخليل عادة ما تدّخر منتجات العنب على مدار العام، حتى تقوم ببيعه لاحقاً، وجني أرباح مالية. أرباح تساعدها على تحمل تكاليف العيش المرتفعة. إذ يبلغ ثمن الليتر الواحد من شراب "الدبس" الفاخر، المصنع يدوياً ما يقارب 16 دولاراً أميركياً، وهو ما يساهم في تأمين بعض المستلزمات الأساسية لسكان المنطقة.
وتشرح الحاجة أم محمد، وهي سيدة سبعينية، كيف تعلمت هذه الحرفة، التي أصبحت اليوم تشكل باباً للرزق لها ولعائلتها. وتقول لـ "العربي الجديد: "منذ كنت صغيرة، كنت أشاهد والدتي والنسوة في بيتنا يصنعن الدبس. هكذا، تعلمت منهن هذه الحرفة، كما تعلمت صناعة منتجات أخرى كصناعة "الملبن"، وهو من الحلويات الشامية بنكهة فلسطينية، تشتهر به أيضاً مدينة الخليل".
وتتحدث أم محمد عن كيفية صناعة الملبن الفلسطيني، فتقول: "بعد عصر العنب، ووضع التراب الأبيض، نرفع الخليط على النار لتصفيته، ثم نضيف السميد له تدريجياً مع التحريك، ويمكن إضافة بعض المنكهات، مثل حبة البركة واليانسون".
وتتابع: "يصب المحلول في أكياس من النايلون، ويرق (يتم ترقيقه) بسمك 3-4 سم، ويبقى تحت الشمس لـ24 ساعة حتى يجف. بعدها نقوم بتجفيفه خلال أسبوعين إضافيين حتى يصبح رقائق طرية، ليباع في الأسواق الشعبية".
ويعتبر العنب مساهماً رئيسياً في الإنتاج الزراعي الفلسطيني، حيث يحتل المرتبة الثانية بعد الزيتون من ناحية الإنتاج، ويُزرع على مساحة تقدر بـ 80 ألف دونم، بإنتاج يقدّر أيضا بـ 80 ألف طن نصفها في مدينة الخليل.
تشرح السلايمة كيف تعلمت صناعة هذه المنتجات التي ترسم ملامح الحياة في منطقة الخليل، وتقول: "ورثت صناعة الدبس عن والدتي وجدتي منذ زمن طويل. كانت منتجات العنب تشكل المصدر الأول لقوت العديد من العائلات. كنا نجمع الثمار عن دوالي العنب، ونقوم بغسلها جيداً، ومن ثم نضعها بأكياس من "الخيش" (أنواع خاصة من الأكياس المصنّعة بقطع من القماش) داخل أحواض واسعة".
وتنتقل الحاجّة إلى المرحلة الثانية من عملية التصنيع: "نضيف تربة الحِوَر فوق الثمار من أجل تنقية العصير وإزالة الحموضة منه. بعدها يتم عصر الخليط لساعات. ومن ثم يتم جمعه بعد تصفيته، ويترك لنحو ساعتين ثم يصفّى تماماً من جميع الشوائب والبذور".
وتتابع: "بعدها ننقل العصير إلى أوعية من النحاس تسمى محلياً "الدّست"، ونشعل النار بالمواقد التقليدية لتبدأ عملية غلي العصير التي تستمر لساعات حتى يتحول العصير إلى شراب "الدبس".
وتشتهر مدينة الخليل، بإنتاج " الدبس"، حيث تجتمع العائلات من الكبار والصغار في موسم العنب لصناعة المنتجات الغذائية المستخرجة من هذه الثمرة. وعلى مدار شهرين متواصلين لا تطفأ المواقد المعدة لطهي " الدبس" ومنتجات العنب المختلفة كمربى العنب، "الخبيصة"، و"الملبن". وتزدهر صناعة هذه المنتجات في معظم جبال الخليل، كونها تشكل مصدر رزق للعائلات.
انتقلت صناعة الدبس من جيل إلى آخر، نظراً لأهميته في التراث الفلسطيني، ولدوره المهم في تأمين مصدر رزق العائلات التي تقطن أعالي الجبال. تقول حميدة الرجوب (65 عاماً) وهي إحدى السيدات التي تشتهر بصناعة كافة منتجات العنب في الخليل، لـ "العربي الجديد": "ما إن يبدأ موسم العنب كل عام، حتى تبدأ الاستعدادات لصناعة منتجات مختلفة من هذه الثمرة يدوياً، إذ تعجز عن صناعتها الماكينات الحديثة نظراً لدقة المراحل التي تمر بها من جهة، وللمحافظة على التراث الفلسطيني من جهة أخرى".
وتلفت الرجوب إلى أن العديد من العائلات في مناطق الخليل عادة ما تدّخر منتجات العنب على مدار العام، حتى تقوم ببيعه لاحقاً، وجني أرباح مالية. أرباح تساعدها على تحمل تكاليف العيش المرتفعة. إذ يبلغ ثمن الليتر الواحد من شراب "الدبس" الفاخر، المصنع يدوياً ما يقارب 16 دولاراً أميركياً، وهو ما يساهم في تأمين بعض المستلزمات الأساسية لسكان المنطقة.
وتشرح الحاجة أم محمد، وهي سيدة سبعينية، كيف تعلمت هذه الحرفة، التي أصبحت اليوم تشكل باباً للرزق لها ولعائلتها. وتقول لـ "العربي الجديد: "منذ كنت صغيرة، كنت أشاهد والدتي والنسوة في بيتنا يصنعن الدبس. هكذا، تعلمت منهن هذه الحرفة، كما تعلمت صناعة منتجات أخرى كصناعة "الملبن"، وهو من الحلويات الشامية بنكهة فلسطينية، تشتهر به أيضاً مدينة الخليل".
وتتحدث أم محمد عن كيفية صناعة الملبن الفلسطيني، فتقول: "بعد عصر العنب، ووضع التراب الأبيض، نرفع الخليط على النار لتصفيته، ثم نضيف السميد له تدريجياً مع التحريك، ويمكن إضافة بعض المنكهات، مثل حبة البركة واليانسون".
وتتابع: "يصب المحلول في أكياس من النايلون، ويرق (يتم ترقيقه) بسمك 3-4 سم، ويبقى تحت الشمس لـ24 ساعة حتى يجف. بعدها نقوم بتجفيفه خلال أسبوعين إضافيين حتى يصبح رقائق طرية، ليباع في الأسواق الشعبية".
ويعتبر العنب مساهماً رئيسياً في الإنتاج الزراعي الفلسطيني، حيث يحتل المرتبة الثانية بعد الزيتون من ناحية الإنتاج، ويُزرع على مساحة تقدر بـ 80 ألف دونم، بإنتاج يقدّر أيضا بـ 80 ألف طن نصفها في مدينة الخليل.