"الجنادرية".. ترضية شبح المنع

09 فبراير 2017
(من معرض الحرف اليدوية، تصوير: فايز نور الدين)
+ الخط -

بخطوات بطيئة يحاول منظّمو "المهرجان الوطني للتراث والثقافة" في مدينة الجنادرية السعودية تجديد عروضه، إذ يظلّ مرتبطاً بجملة عوائق سياسية واجتماعية أمام المشهد الثقافي في بلد لا يزال ينظر إلى أشكال عديدة من الفنون من زاوية المنع والتحريم.

تبدو فعاليات الدورة الحادية والثلاثين من "الجنادرية"، التي انطلقت بداية الشهر الجاري وتستمر حتى السابع عشر منه، بلا صدامات مع "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" حتى اللحظة، كما حدث في دورات سابقة منَع فيها موظفو الهيئة إقامة عروض اعتبروها "مخالفة للشرع".

ربما يفسّر هذا التوافق مع ممثّلي المؤسسة الدينية من خلال مشاركة 220 موظفاً منها في تقديم محاضرات وفعاليات حول برامج الهيئة و"تطوّرها"، بعد أن أصدرت الحكومة السعودية قراراً العام الماضي يحظر على أعضائها "إيقاف المخالفين لتعليمات الشرع"، وحصر مهامّهم بالدعوة والإرشاد.

المهرجان الثقافي الوحيد في المملكة يضع ضمن أهدافه "إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي والفني"، في محاولة للجمع بين الموروث وأشكال ثقافية معاصرة، لكن ذلك لم يحل دون بقاء التركيز على أنشطة تراثية مثل "سباق الهجن"، وعرض الحِرف اليدوية، وغلبة الشعر النبطي والشعبي على سواه، كما أن المنظّمين لا يزالون يحدّدون أياماً معينة لدخول الرجال فصلاً بينهم وبين النساء.

من جهة أخرى، غاب عن الدورة الحالية الأوبريت الغنائي الذي افتتحت به معظم الدورات السابقة، وذلك "تقديراً لأبطال الحد الجنوبي (في حرب اليمن)، ولما تمرّ به شعوب بعض البلدان العربية والإسلامية"، بحسب الجهة المنظّمة ممثّلة بـ"وزارة الحرس الوطني".

مصر التي حلّت ضيف شرف المهرجان، اختارت المشاركة بما يتلاءم مع طبيعته، حيث تضمّن برنامج مشاركاتها "شعر البادية والعامية وعدداً من عروض الفرق الشعبية والدينية"، إضافة إلى "شعراء الفصحى"، منهم: محمد أبو دومة، وشريف الشافعي، وشيرين العدوي.

دلالات
المساهمون