"الثقافي للرقص المعاصر": الجسد وفهم الذات

11 نوفمبر 2019
(فرقة "أرابيسك" في حفل الافتتاح)
+ الخط -

لا يختلف مشهد الرقص المعاصر في الجزائر عن كثير من البلدان العربية، حيث لم يجد اهتماماً رسمياً مثل كثير من مجالات الفن المعاصر، إذ إن الحكومات بعد الاستقلال توجّهت غالباً إلى دعم الآداب والمسرح وبشكل أقلّ الموسيقى والفنون الأدائية.

في الفترة الأخيرة، انتظمت أكثر من تظاهرة متخصّصة في الكوريغرافيا استقطبت إليها جمهوراً من الشباب خاصة، لكنها بالعادة تعتمد على استضافة فرق أجنبية أو تنويع برامجها لتشمل عروضاً تستند إلى التراث، حيث يواجه المشتغلون في هذا الفن صعوبة في التفرّغ والاحتراف.

انطلقت مساء أول أمس السبت في "دار الأوبرا بوعلام بسايح" في الجزائر العاصمة فعاليات الدورة العاشرة من "المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر" التي تتواصل حتى بعد غدٍ الأربعا تحت شعار "التناغم"، بمشاركة عدد من الفرق المحلية، إضافة إلى راقصين من روسيا والبرتغال ومالي والمجر ومصر والمغرب وتونس وفرنسا وإسبانيا سورية وأوكرانيا.

وقدّت فرقة "أرابيسك" الجزائر التي تضم 18 راقصة والتي قدمت عرضين اثنين في الافتتاح على إيقاعات موسيقى "شمس العشية" التي تعدّ من أبرز معزوفات التراث الأندلسي، والزندالي، تحت قيادة الفنانة فاطمة الزهراء ناموس سنوسي، وأداء سيليا بوضياف وآدم بوشوشي وآخرين.

ويتضمّن البرنامج عروضاً ذات صلة بـ"البحث عن الذات و فهمها" كثيمة أساسية في الدورة الحالية، تمّ التعبير عنه بطرق مختلفة، في شكل مجموعات أو ثنائي وبانفراد، ومنها فرقة "راكيتا" الروسية التي شاركت بخمسة راقصات باليه قدّمت من "نيزني نوغورود" (ضاحية موسكو) لتقديم أداء يمزج بين الرقص التقليدي والطابع المعاصر، مما سمح لها بالتعريف بجزء من التراث الروسي.

من جهتها، حضر الثنائي "تيراتشا فلاتلاند" من البرتغال، حيث أدّى الراقصان رامينوس بينيرو نيلا ودا كروز دياس فرناندو جورج خلال 60 دقيقة من الزمن عرضاً يتناول الحب المستحيل. ومن فرنسا، أدى أربع راقصون أتوا من روبي (شمال فرنسا) عرض "هروب الوقت" الذي يحاكي اختلاف الأزمنة.

كما يؤدّي ثلاثي الراقصات الأوكراني "كون دان سبايس" عرضاً حول تاريخ الجسد البشري، ويحضر من إسبانيا عرض"مشي غريب" حول علاقة الانسان بعالم الحشرات والمشاعر التي تثيرها لديه.

المساهمون