موجة من الخوف والترقب تغطي سماء معظم المدن السودانية إثر موجة الحرّ الأخيرة. هذه الأجواء ترتبط في الذاكرة الشعبية بالهطول الكثيف للأمطار، وما تعقبه من سيول تجتاح المدن ذات البنى التحتية الضعيفة. وفي كلّ مرة يصل الأمر إلى مرحلة الكارثة، كما في الأعوام 1910، و1946، و1988، وبشكل أقل في منتصف التسعينيات، وحتى في الأعوام الثلاثة الأخيرة.
وفقاً للهيئة القومية للأرصاد الجوية، فإنّ ما حدث ليس أكثر من "أحداث متطرفة" وهي الأمطار الغزيرة أو الجفاف الشديد أو الأعاصير أو الزلازل. فترة الخريف في السودان هي 121 يوماً تبدأ في الأول من يونيو/ حزيران وتنتهي مع نهاية سبتمبر/ أيلول، لكن يمكن أن يطرأ تغيير عليها بسبب ظاهرة النينو المرتبطة بالظواهر الثابتة الأخرى في المحيط الهندي، الذي تهب منه رياح رطبة إلى السودان، توجِد أحداثاً متطرفة.
ضربت الهيئة مثلاً ما وقع عام 1988 حيث حدث هطول أمطار بمعدل 205 ملم في غضون 24 ساعة فقط، في حين أنّ كمية الأمطار التي تهطل في الخرطوم لمدة عام كامل بحسب المعدل الثابت في الهيئة هو 120 ملم. وما حدث في السنوات الثلاث الأخيرة أنّ نمط هطول الأمطار في البلاد بدأ يختلف عمّا كان عليه. وعلى غير العادة، هطلت أمطار غزيرة في الولاية الشمالية ونهر النيل، كما بدأت الأمطار تأتي من الشمال إلى ولاية الخرطوم بعدما كانت تأتي من ناحيتي الجنوب والشرق. وهو ما يستدعي دراسة التغير الذي حدث في هطول الأمطار في البلاد.
جاء في "مؤشر الدول الهشة (الفاشلة سابقاً)" وهو التقرير الذي يصدر عن صندوق السلام وتنشره مجلة "فورين بوليسي"، أنّ السودان بات يحتل المرتبة الرابعة بعد الصومال، وجنوب السودان، وأفريقيا الوسطى.. وتأتي بعده دول اليمن، سورية، تشاد، والكونغو. وما يهمنا هنا من المعايير الـ12 المعتمدة في التقرير، أنّ الضغوط الديموغرافية مثل الأمراض والكوارث في السودان حققت 9 درجات من 10، والتطور غير المتوازن 7.6 درجات، والفقر والتدهور الاقتصادي 8.7 درجات، علماً بأنّ المقياس هو صفر من 10، وتعني 10 الأقل استقراراً.
وهذا هو الأمر الذي يزيد من خوف المواطنين، خصوصاً في ظل تضاؤل الخدمات البيئية في العاصمة والمدن الكبرى. دع عنك ما يحدث في المناطق البعيدة، فقد أشارت دراسة، أجراها "المركز العالمي للزراعة الغابية" بتكليف من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى أنّ السودان خسر 30 في المائة من غاباته منذ الاستقلال، مع القضاء على معظم الغابات في شمال البلاد. وهو ما يزيد من تهديد السيول للمدن التي فقدت معظم الأراضي ومجاري السيول والأشجار التي كانت تسهم في تثبيت التربة، وتوجيه المياه المندفعة.
(متخصص في شؤون البيئة)
اقــرأ أيضاً
وفقاً للهيئة القومية للأرصاد الجوية، فإنّ ما حدث ليس أكثر من "أحداث متطرفة" وهي الأمطار الغزيرة أو الجفاف الشديد أو الأعاصير أو الزلازل. فترة الخريف في السودان هي 121 يوماً تبدأ في الأول من يونيو/ حزيران وتنتهي مع نهاية سبتمبر/ أيلول، لكن يمكن أن يطرأ تغيير عليها بسبب ظاهرة النينو المرتبطة بالظواهر الثابتة الأخرى في المحيط الهندي، الذي تهب منه رياح رطبة إلى السودان، توجِد أحداثاً متطرفة.
ضربت الهيئة مثلاً ما وقع عام 1988 حيث حدث هطول أمطار بمعدل 205 ملم في غضون 24 ساعة فقط، في حين أنّ كمية الأمطار التي تهطل في الخرطوم لمدة عام كامل بحسب المعدل الثابت في الهيئة هو 120 ملم. وما حدث في السنوات الثلاث الأخيرة أنّ نمط هطول الأمطار في البلاد بدأ يختلف عمّا كان عليه. وعلى غير العادة، هطلت أمطار غزيرة في الولاية الشمالية ونهر النيل، كما بدأت الأمطار تأتي من الشمال إلى ولاية الخرطوم بعدما كانت تأتي من ناحيتي الجنوب والشرق. وهو ما يستدعي دراسة التغير الذي حدث في هطول الأمطار في البلاد.
جاء في "مؤشر الدول الهشة (الفاشلة سابقاً)" وهو التقرير الذي يصدر عن صندوق السلام وتنشره مجلة "فورين بوليسي"، أنّ السودان بات يحتل المرتبة الرابعة بعد الصومال، وجنوب السودان، وأفريقيا الوسطى.. وتأتي بعده دول اليمن، سورية، تشاد، والكونغو. وما يهمنا هنا من المعايير الـ12 المعتمدة في التقرير، أنّ الضغوط الديموغرافية مثل الأمراض والكوارث في السودان حققت 9 درجات من 10، والتطور غير المتوازن 7.6 درجات، والفقر والتدهور الاقتصادي 8.7 درجات، علماً بأنّ المقياس هو صفر من 10، وتعني 10 الأقل استقراراً.
وهذا هو الأمر الذي يزيد من خوف المواطنين، خصوصاً في ظل تضاؤل الخدمات البيئية في العاصمة والمدن الكبرى. دع عنك ما يحدث في المناطق البعيدة، فقد أشارت دراسة، أجراها "المركز العالمي للزراعة الغابية" بتكليف من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى أنّ السودان خسر 30 في المائة من غاباته منذ الاستقلال، مع القضاء على معظم الغابات في شمال البلاد. وهو ما يزيد من تهديد السيول للمدن التي فقدت معظم الأراضي ومجاري السيول والأشجار التي كانت تسهم في تثبيت التربة، وتوجيه المياه المندفعة.
(متخصص في شؤون البيئة)