"الترجمة والاستشراق": تقدير موقف

26 ابريل 2016
عبد الله عكار/ تونس
+ الخط -

يطرح البحث في موضوع الاستشراق، والكتابة عنه، تساؤلات وقراءات تتباين باختلاف النظريات التي يتداخل فيها الثقافي بالسياسي؛ وتبدو الآراء منقسمةً حول دوره، بين منتقدٍ له يرى فيه افتراءً على التاريخ وتدليساً عليه، وبين مدافع عنه يرى فيه إعادة قراءة لتراث "منسي" تتّسم بالتنوير.

لا يُمكن وضع الاستشراق كلّه في سلّة واحدة، إذ تتعدّد مدارسه واتجاهاته، ومقاربته بنوع من الشمولية والتعميم، تشكّل ما عقبةً في طريق الباحثين.

ضمن هذا السياق، تأتي أشغال "المؤتمر الثاني للترجمة والاستشراق"، الذي يُنظّم في جامعة الجزائر، اليوم وغداً؛ إذ يطرح المؤتمر، الذي ينظّمه "مخبر الوثائق التاريخية" في معهد الترجمة في "جامعة أبو القاسم سعد الله" بالجزائر العاصمة؛ أسئلة تحاول إزالة بعض من اللبس الذي يحيط بالموضوع، وتجاوز مقاربته التعميمية.

من بين الأسئلة التي يطرحها المؤتمر: هل كان الاستشراق عموماً مغرضاً، الإسباني منه والإنجليزي والفرنسي والألماني؟ وهل يختلف الاستشراق الإسباني عن نظرائه الفرنسي والإنجليزي والألماني؟ وهل له خصوصية ما؟ وهل ثمّة فرق أساسي وجوهري بين الاستشراق والاستعراب وإلام يستند إذا وجد؟ ومن أي منظور درس الأوروبيون ولا يزالون الواقع العربي والإسلامي وهل كلّهم في ذلك سواء؟ وما موقع الاستشراق الجديد من الواقع العربي وما دور الترجمة فيه؟

ويربط قاربة خمسين محاضراً من الجزائر وخارجها تلك الإشكاليات بالترجمة، التي تبدو حجر الأساس في الموضوع، ضمن المحاور التالية: "أهم مدارس الاستشراق"، "ثنائية الذات والآخر في الاستشراق"، و"الاستشراق الكلاسيكي والمستشرقون الجدد: تواصل أم تنافر؟"، و"الاستشراق ودور الترجمة فيه"، و"الاستشراق وترجمة القرآن الكريم"، و"الاستشراق وترجمة الأدب العربي على مختلف عصوره"، و"الاستشراق و ترجمة أمهات الكتب الفكرية الإسلامية"، و"الترجمة كأداة تلاعب في الاستشراق".

تتوزّع أعمال الملتقى على اثنتي عشرة جلسة تطرح الموضوع من زوايا مختلفة؛ مثل: "الطرق الدينية في الجزائر في الكتابات التاريخية الأجنبية بين المعايير الاكاديمية وأهداف المدرسة الاستعمارية" لـ عباس كحول، و"دور الاستشراق الاستعماري في توجيه السياسات الغربية: كتابات برنارد لويس نموذجاً"، و"الإسلام في المقاربات الاستشراقية: مكسيم روبنسون نموذجاً.

في ورقته، يتناول نمر بومدين محمود موضوع "الكتابات الإسبانية المسيحية حول الإسلام مظهر من مظاهر الجدل الاستشراقي الإسباني في العصر الوسيط"، وتطرح ليلى الفاسي مسألة "النزعة الاستعمارية وتجلياتها في نظرية الترجمة"، وتقارب سعدية خيتر "منهجية جاك بيرك في ترجمة معاني القرآن الكريم بين الأنثروبولوجيا والاستشراق الكلاسيكي"، وتتناول إيمان بن محمد "الترجمة كأداة تلاعب في الاستشراق: ترجمة ريجي بلانشر الفرنسية لمعاني القرآن نموذجاً".

من المواضيع التي يطرحها المؤتمر أيضاً: "الاستشراق الفرنسي والترجمة في الجزائر" لـ فاطمة عليوي، و"أعلام الاستشراق في الجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي" لـ محمد صالح بكوش، و"كابوس الاستشراق" لـ حمودي رياض، و"الاستشراق وصراع القارءات" لـ نور الدين جويني، و"دور الأنثروبولوجيا في الجركة االاستشراقية" لـ مونة عبد الله، و"ثقافة الاستنساخ وصور الهيمنة الجديدة" لـ زهيرة بوزيدي، و"الاستغراب، من أجل منهجية للتحرّر من أوهام الشرق" لـ جمال بلعربي، و"من الاستشراق إلى الإستراتيجية: أميركا وبريطانيا نموذجاً" لـ بن يوسف جديد.


المساهمون