"التراث الجيولوجي": بدايات فهم جديد

09 نوفمبر 2019
من منطقة جروان، شمال العراق
+ الخط -

قلما جرى في العالم العربي الالتفات إلى مفهوم التراث الطبيعي، حيث يجري حصر التراث عادة في إطاره الثقافي، سواء منه المادي أو غير المادي، على الرغم من أن للبلدان العربية لها تنوّع بيئي وجغرافي لافت، من المحيط إلى الخليج.

منذ سنوات بدأت اليونسكو في الدفع بمفهوم التراث الطبيعي أكثر فأكثر مخصّصة قوائم لحماية أبرز المواقع في العالم مثلما تفعل بالنسبة للمواقع الأثرية، وهو ما جعل الاهتمام بالتراث الطبيعي يزداد في مختلف بلاد العالم ومنها البلدان العربية التي دفعت في السنوات الأخيرة بعدة ملفات ترشّح مواقعها لقوائم اليونسكو.

ضمن أشكال التراث الطبيعي، يوجد التراث الجيولوجي وهي أماكن تُبرز بشكل مرئي تاريخ الأرض حيث تظهر الطبقات التاريخية لتشكّلها وما رسب فيها من آثار عصور بعيدة مشيرة إلى الكائنات التي كانت تسكن في نفس المكان أو تغيّرات المناخ أو أثر الإنسان عليها.

بتنظيم من "جمعية أصدقاء متحف التاريخ الطبيعي"، يقام على مدى يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين "مؤتمر التراث الجيولوجي والسياحة الجيولوجية وأهميتهما العلمية" والذي تحتضنه "جامعة بغداد".

يشير تنظيم هذا المؤتمر إلى صعود الاهتمام بمسألة التراث الجيولوجي في العراق، غير أن محاور المؤتمر تشير إلى محاولة استثمار هذا التراث ضمن منظور سياحي، كما هو الحال مع بلدان كثيرة منها كندا وأستراليا تقوم صناعتها السياحية أساساً على التراث البيئي نظراً لغياب المواقع التاريخية فيها.

يبدو العراق أحد البلدان التي عليها بناء صورة مختلفة حيث يهيمن التراث الثقافي على انتظارات الوافدين إليه، وهي وضعية تعرفها بلدان عربية كثيرة منها مصر والمغرب، وما على المهتمين بهذا الموضوع سوى تطوير خطاب جديد يستقطب الباحثين عن متعة المعرفة الطبيعية، وخصوصاً تجاوز ذلك المنطق الذي حكم على السياحة بأن تكون مجرّد مادة ترفيهية.

دلالات
المساهمون