"الاستراتيجيا الصينية تجاه الدول العربية": قراءة مستقبلية

24 يوليو 2020
لوي شو كوان/ الصين
+ الخط -

تستعيد دراسات حديثة العلاقات بين الصين والعالم العربي التي تعود إلى أكثر من ألفي عام، كان التبادل التجاري والاقتصادي جزءاً أساسياً منها، والذي ترك تأثيره في كلا الجغرافيتين في مجالات ثقافية واجتماعية ودينية، وصولاً إلى العصر الحديث.

صدر حديثاً عن "سلسلة أطروحات الدكتوراه" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "الاستراتيجيا الصينية تجاه الدول العربية: الأهداف والمآلات - دراسة استشرافية" للباحث أنس خالد النصار، ويحلل فيه الرؤى الاستراتيجية للصين تجاه الدول العربية، بغية معرفة مجالاتها وأهدافها، والأدوات التي تستخدمها لتحقيق تلك الأهداف، وآثارها الإيجابية والسلبية على دول المنطقة، وذلك من خلال استكشاف مآلاتها المستقبلية المحتملة والمرجّحة.

الصورة
غلاف الكتاب

في الفصل الأول، "مشكلة الدراسة وإطارها المنهجي"، يبين نصار الأسس العلمية التي انطلق منها في دراسته، فيوضح مشكلة الدراسة وتساؤلاتها وأهدافها وأهميتها وحدودها، وأهم المفاهيم التي تخللت مضامينها، مع تحديد الأطر المنهجية التي اعتمدتها. 

ويعرض المؤلف، في الفصل الثاني، "الرؤى الاستراتيجية للصين وتحولاتها"، لعدد من نظريات العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، ويحلل تغيرات التوجه الاستراتيجي الذي ترتكز عليه سياسة الصين الخارجية ورؤيتها لعلاقاتها مع الدول الأخرى، مع تحليلٍ لقدراتها ومكانتها، بغية التوصل إلى رؤيتها الاستراتيجية الراهنة وأهدافها وأدواتها، وليكون ذلك منطلقاً لتحليل استراتيجيتها ومجالات هذه الاستراتيجيا تجاه الدول العربية.

أما في الفصل الثالث، "الاستراتيجيا الصينية تجاه الدول العربية"، فيتناول المؤلف العلاقات الصينية - العربية من خلال تحليل الجانب التاريخي لتلك العلاقة، والبيئة العربية وواقع دولها وحاجاتها، والتهديدات المحيطة بها، ثم استخلاص الرؤية الاستراتيجية الصينية تجاه المنطقة العربية، والانتقال إلى تحليل السياسة الصينية تجاه الدول العربية، بالاستناد إلى الوثيقة الصادرة عن الجهات الرسمية الصينية في عام 2016، وتحليلً مجالات تلك السياسة، والمشروعات الاستراتيجية، وأهمها مشروع "الحزام والطريق". 

يقترح دراسة خاصة بمبادرة "الحزام والطريق"، وكيفية استفادة الدول العربية من مشروعاتها 

ويعرض النصار، في الفصل الرابع، "أهداف الاستراتيجيا الصينية وأدواتها ومآلاتها تجاه الدول العربية"، مقابلات شفوية مع مجموعة من الخبراء في الشأن الصيني والعلاقات الدولية، للاستنارة بآرائهم، موزعاً الأسئلة في ثلاثة محاور: الأهداف، والأدوات، والمآلات. ويعقد مقارنات عدة في أثناء التحليل، أُولاها مقارنة بين مجموعات الخبراء أنفسهم، حيث عُني الباحث بأن يكونوا من جنسيات مختلفة، ومن ثمّ ستكون هناك آراء صينية وأخرى عربية، تنجم عن المقارنة بينها صورة أوضح، لتساهم على نحوٍ علمي في الإجابة عن تساؤلات الدراسة وتحقيق أهدافها. 

يعرض المؤلف في الفصل الخامس، "الخلاصة والنتائج والتوصيات"، خلاصة دراسته ونتائجها، واقترح اعتماد تخطيط بعيد المدى لتحليل أهداف الصين الاستراتيجية وتطورها زمنيًا، وانعكاسها سلبيًا أو إيجابيًا على الدول العربية، من خلال إنشاء مركز عربي للدراسات الاستراتيجية الصينية؛ ورصد التغير في العلاقات الاقتصادية العربية - الصينية، وتضمين ذلك في التقرير الاقتصادي العربي الموحد، في فصل مستقل، للاستناد إليه في التخطيط والبحث العلمي؛ وإنشاء مراكز بحثية خاصة بتحليل العلاقة بين الدول العربية والصين في المجالات كلها، ولا سيما المجالين الاقتصادي والثقافي، للتمكن من الاستفادة من الصين بوصفها قوة صاعدة؛ وتشجيع الدراسات والبحوث العلمية التي تحلّل كل مجال من مجالات العلاقة مع الصين على حدة، وكيفية مقابلة كل هدف استراتيجي صيني في كل مجال بهدف عربي يحقق المصالح والمنفعة المشتركة؛ وإعداد دراسات خاصة بمبادرة "الحزام والطريق"، وكيفية استفادة الدول العربية من مشروعاتها في تحقيق التنمية والنمو للدول العربية.

المساهمون