جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده الائتلاف في مقر الأمانة العامة في إسطنبول، اليوم الإثنين. ورداً على أسئلة الصحافيين، أوضح خوجة أن النظام السوري مستاء جداً من التقارب الأخير بين الائتلاف وروسيا، حيث أوضحت لنا القيادة الروسية أنها غير متمسكة ببشار الأسد، وهي متمسكة بالحفاظ على مؤسسات الدولة. كما أوضح خوجة أن الائتلاف بدأ بتشكيل لجنة لتوثيق كافة الجرائم المرتكبة من قبل نظام الأسد لتقديمها للجنة التحقيق الدولية، وأكد ضرورة تأمين المدنيين في المناطق المحررة، ودعم مطلب إنشاء مناطق آمنة.
وأشار خوجة إلى أن جرأة نظام الأسد وتماديه في ارتكاب المذابح بحق المدنيين والتي تمتد لـ53 شهراً متواصلة تعتمد على صمت دولي يصل إلى حد التواطؤ، لافتاً إلى أن من يسلح نظاماً مثل هذا النظام ويحميه من المحاسبة في مجلس الأمن الدولي، هو شريك في المسؤولية عن هذه الجريمة التي تقتل المدنيين المحاصرين والمجوعين منذ سنوات عبر الطائرات الحربية.
وشدد خوجة على أن من يعارض قيام مناطق آمنة للسوريين على أرضهم ويمنع تزويدهم بسلاح للدفاع عن أهلهم وأطفالهم، فهو يرسل رسالة واضحة للنظام بأنه مسموح له ارتكاب ما يشاء من فظائع.
وتابع خوجة: "إننا نضع المجتمع الدولي، وخاصة روسيا والولايات المتحدة ومنظمة العالم الإسلامي والجامعة العربية، أمام مسؤولياتهم تجاه الشعب السوري الذي يقتل ويذبح منذ 5 سنوات بصمت دولي يصل إلى القبول بالأمر الواقع، والذي يفهمه النظام الأسدي منذ 53 شهراً على أنه تفويض بارتكاب المذابح".
اقرأ أيضا: يوم مذابح الأسد في دوما ودرعا وإدلب: 120 قتيلاً
وطالب الدول الصديقة بدعمهم لتقديم مرتكبي المجازر في دوما والغوطة وإدلب والزبداني ووادي بردى ودرعا وجميع المناطق السورية، إلى محكمة الجنايات الدولية.
وأضاف خوجة أن على الأمم المتحدة، وعلى مجلس الأمن الدولي، وعلى الدول دائمة العضوية فيه، أن تعترف بحق شعب سورية في الحياة، وأن تكف عن حماية قاتل الأطفال بشار الأسد، وأن تكف عن حرمان السوريين من حق الدفاع عن حياة أطفالهم، مؤكداً أن الائتلاف اليوم أكثر تمسكاً بحق الشعب السوري بالدفاع عن نفسه، والمصرّ على رحيل بشار الأسد وزمرته الحاكمة، واستحالة أن يكون لهم دور في حاضر ومستقبل سورية، وضرورة استكمال تحرير الأراضي السورية من رجس هذا النظام الغاصب ورجس المحتل الإيراني ومليشيات القتل والحقد الطائفي التي تغزو سورية برعايته.
وحيّا خوجة صمود الجيش السوري الحر والثوار، وأكد على الالتزام معه بملاحقة مجرمي الحرب وجلبهم للعدالة، وعلى رأسهم بشار الأسد.
ميدانيا، وبعد يومٍ دامِ في دوما بريف دمشق، سقط فيه أكثر من مائة قتيل بغارة جوية كما وثق الناشطون، أعلنت بعد ظهر اليوم الإثنين "القيادة الموحدة للغوطة الشرقية"، التي تضم أهم الفصائل العسكرية هناك، حظر التجول في كافة مدن وبلدات الغوطة بدون تحديد زمن انتهائه.
وجاء في بيان وزعته "القيادة الموحدة للغوطة الشرقية- قيادة الشرطة"، وحصلت "العربي الجديد" على نسخة منه، أنه ونظراً لـ"الظروف التي تمر بها الغوطة الشرقية، من عمليات عسكرية وقيام الاحتلال الإيراني الأسدي بالاعتداء على المدنيين، من خلال استهداف الأسواق الشعبية والمدارس والأماكن العامة، وحرصاً منا على الحفاظ على أرواح المدنيين، فإننا نعلن حظر التجول في مدن الغوطة الشرقية حتى إشعار آخر".
وجاء ذلك بعد يومٍ من أكثر الأيام المأساوية في تاريخ دوما، حيث قصفت طائرات النظام الحربية بالصواريخ الفراغية، ظهر أمس، سوقاً شعبياً وسط المدينة، ما أدى إلى سقوط ستة وتسعين قتيلاً موثقين بالاسم، إضافة إلى تسعة آخرين ما زالوا غير معروفين، فضلاً عن عشرات الجرحى من المدنيين.
اقرأ أيضا: المعارضة السورية تحبط محاولات تقدم قوات النظام بالزبداني