ظهر تنظيم جديد من رحم تنظيم "داعش"، يُدعى "الأنصار" في الغوطة الشرقية لدمشق، وبادر يوم الجمعة الفائت إلى إعدام أحد سكان بلدة سقبا، في الساحة العامة، بتهمة تناول الذات الإلهية، بحسب ما كشفه مصدر معارض مطلع لـ "العربي الجديد".
وقدّر المصدر، عدد أتباع التنظيم الجديد في الغوطة الشرقية بنحو 150 عنصراً، ينتشرون في بلدتي سقبا ومسرابا، ووصفه بأنه "نسخة جديدة من تنظيم الدولة الإسلامية الذي جرى طرده من المنطقة قبل نحو ثلاثة أشهر".
وعلى خلفية تنفيذ حكم الإعدام بالمواطن من سقبا، من دون الرجوع للقضاء الموحد المتفق عليه بين الفصائل المقاتلة، دعا ناشطون في الغوطة الشرقية، إلى "ملاحقة التنظيم واعتقال أفراده وتجريدهم من السلاح ومحاكمتهم، مشبهاً فعلتهم بما يفعله عناصر الدولة الإسلامية".
وعرّف تنظيم "الأنصار" نفسه، في بيان، بأنه "تجمع مقاتل في سبيل الله تعالى يسعى لتحقيق هدف أي مسلم في الأرض وهو الحكم بما أنزل الله". ودعا "للنأي بالنفس عن أي فتنة فيها سفك للدماء بين المسلمين والتوجه لقتال العدو المشترك والقضاء على الكفر والكافرين".
وأوضح أن "هدفنا الأول من قتالنا هو تحكيم شرع الله على هذه الأرض، وفي المرتبة الثانية قتال النظام والروافض، ومن ثم الدفاع عن المسلمين المستضعفين أينما وجدوا وعلى أي أرض، وفي أي بلد كان، عربيا أو أعجمياً ونصرتهم بشتى الوسائل".
وخصص بندا خاصا للترحيب بالجهاديين الآتين من خارج سورية "لنصرة هذا الدين ونصرة إخوانهم من المسلمين، فلولا المهاجرون لم يكن أنصار". وختم البيان، بملاحظة تدعي استقلالية التنظيم، إذ "ليس لنا أي تبعية لا داخلياً ولا خارجياً، ونعمل مستقلين، والله على ما نقول شهيد".
لكن مصدراً مقرباً من أهم الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية، يشير لـ "العربي الجديد" إلى أن "الهدف الحقيقي للتنظيم الجديد، هو تفريق الصف، وزرع فرع لداعش في ثوب جديد داخل الغوطة، وتقديمه بمظهر المصلح"، وتوقع بأن "لا يختلف مصير التنظيم الجديد عن مصير الدولة، الذي تمّ القضاء عليه وطرده من الغوطة الشرقية".
يوضح المصدر أن "أفراد التنظيم الجديد منشقون عن جبهة النصرة، كانوا من مناصري داعش، وقد أخذوا موقفاً سلبياً من جبهة النصرة بسبب عدم وقوفها مع الدولة في الغوطة الشرقية".
وكان جيش الإسلام وعدد من الفصائل المقاتلة في الغوطة الشرقية، شنوا حملة على "داعش" قبل نحو ثلاثة أشهر، وداهموا مقراته وطردوه من بلدات دوما وعربين والمرج والأشعري ومسرابا، وذلك بعد اتهامه بتنفيذ اغتيالات وتفجير سيارة مفخخة في دوما.
لكن الحرب بين "داعش" و"جيش الإسلام"، أبرز الفصائل المقاتلة في ريف دمشق، لم تنته، إذ اتهم المتحدث العسكري باسم "جيش الإسلام"، عبد الرحمن الشامي، في تصريح لـ "العربي الجديد"، تنظيم "داعش" باغتيال قائد جيش الاسلام جنوبي دمشق (أبو فاروق)، وذلك يوم الجمعة الماضي، في بلدة يلدا جنوبي دمشق، حيث قضى متأثرا بجراح أصيب بها، إثر تعرض سيارته لإطلاق نار من أحد الأبنية في البلدة، وفرّ مطلقو النار إلى الحجر الأسود، حيث مقرات "داعش".
وكانت الفصائل الإسلامية جنوب دمشق، طردت "داعش" من بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم ومخيم اليرموك وغيره، وحاصرت المئات من أنصاره في الحجر الأسود لنحو45 يوما، وانتهى الحصار باتفاق بين الطرفين، قضى باحتفاظ كل طرف بسلاحه ومناطق وجوده وعدم اعتقال أي شخص إلا بعد الرجوع إلى الهيئة الشرعية، وعدم تكفير الناس، واعتبار النظام العدو الأساسي لكل الأطراف. لكن "جيش الإسلام" رفض الاتفاق المذكور.